بعدما بدا أن "اتفاق غزة" على وشك الانهيار هذا الأسبوع إثر تأجيل حركة "حماس" إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذي كان مقرّراً غداً، وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستكمال الحرب في القطاع، تراجعت "حماس"، التي يزور وفد منها القاهرة، مؤكدة "الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما جرى التوقيع عليه، بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدّد"، بينما نفى نتنياهو، الذي عقد اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين والأمنيين في مقر القيادة الجنوبية في بئر السبع لبحث موضوع وقف النار، التوصّل إلى اتفاق مع "حماس" على استكمال تطبيق "اتفاق غزة"، ما يضع كرة استمرار الاتفاق في ملعب نتنياهو.
لكن المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أفاد بأنه يتعيّن على "حماس" إطلاق سراح ثلاث رهائن أحياء غداً حتى يستمرّ سريان وقف النار. وذكرت "هيئة البث الإسرائيلية" أن إسرائيل تستعدّ اليوم لتلقي أسماء 3 رهائن في غزة، على الرغم من نفي نتنياهو الاتفاق مع "حماس". ونقلت "القناة 13" الإسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع أن "ترامب يرغب في لفتة من "حماس" من خلال إطلاق سراح رهائن أميركيين"، متوقعاً "إطلاق "حماس" 6 رهائن يحملون الجنسية الأميركية تقديراً للرئيس ترامب". بدورها، كشفت "القناة 14" الإسرائيلية أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس صدّق على خطط هجومية كبيرة في حال فشل الصفقة رسمياً، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن "حماس" أطلقت صاروخاً من غزة وسقط داخل القطاع، مؤكداً قصف منصة الإطلاق في وقت لاحق.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ثوابت الموقف المصري بالرفض الكامل لموضوع تهجير الغزيين من القطاع الذي اقترحه ترامب، مشدّداً على "وقوف القاهرة مع حق الشعب الفلسطيني لإنشاء دولته". وذكر أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أوضح لدوائر صنع القرار في واشنطن، الموقف المصري من اقتراح ترامب. وأفادت الخارجية المصرية بأن عبد العاطي أكد خلال لقاء مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، ضرورة الاستناد إلى حل الدولتين لتحقيق السلام في المنطقة.
في الأثناء، توعّد زعيم ميليشيا الحوثي اليمنية عبد الملك الحوثي بأن جماعته ستقوم بعمل عسكري على الفور، إذا حاولت أميركا وإسرائيل تهجير الفلسطينيين قسراً من غزة، داعياً "القوات المسلّحة إلى أن تكون على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري في حال أقدم المجرم ترامب على تنفيذ تهديده".