هل يتنقل طفلك من نشاط إلى آخر لكنه يشعر بفشله حين يرتكب أبسط خطأ؟ كيف يمكن تشجيعه على تكرار المحاولات؟
"كلما تبدأ ابنتي ندى (5 سنوات) بنشاط جديد، تستاء سريعاً إذا لم تنجح في محاولاتها منذ المرة الأولى. ربما تحاول تركيب قطع الليغو أو تتنقل على ألواح التزلج، لكنها تتخلى عما تفعله بعد دقائق معدودة وتقول: "لا أنجح!"، "أنا فاشلة!"... نلاحظ فوراً أنها لا تمزح، فنحاول تشجيعها لكن لا شيء ينفع معها".
من الطبيعي أن تتخبطي بين رغبتك في تعليم طفلك متعة إتقان النشاطات وغريزة الحماية، لكنك قد لا تعرفين ما يجب فعله ليستمتع ببذل الجهود. وإذا بالغتِ في الإصرار، يمكن أن يتمسك برفضه! بدءاً من عمر الرابعة، لا يعود الطفل يُركّز على نفسه، بل ينفتح على العالم ويضطر لمواجهة تحديات كثيرة مثل التحكم بعلاقاته مع الآخرين. بالتالي، تكثر المواقف التي تهزّ ثقته بنفسه!
خفّفي الضغوط عليه
في مرحلة معينة، يرغب الطفل في التشبّه بوالديه واكتساب القوة بقدرهما، لذا يصعب أن يتقبل الفشل. تعكس ردة فعله نظرته إلى نفسه، فيتأثر بعجزه عن تركيب الأشكال مثلاً، أو بأول حادثة سقوط مخيفة حين يتجول بألواح التزلج... قبل أن ينطلق، يشعر هذا الطفل بمتعة النشاط المرتقب وربما يسعى إلى إثبات براعته أمام والديه! لكنه لا يتخيل المصاعب المحتملة والوقت الذي يحتاج إليه كي يحقق النجاح. نتيجةً لذلك، يصيبه الإحباط والقلق في آن.
يفضّل الطفل في هذه الظروف الانطواء على نفسه بدل أن يواجه المصاعب. لمعالجة هذا الوضع، تقضي أهم خطوة باقتراح نشاط يناسب عمره وشخصيته. اسألي طفلك عما يحب فعله: هل يريد التحرك أم يفضّل نشاطاً هادئاً؟ السكوتر لعبة آمنة مثلاً وتبث مشاعر إيجابية بوتيرة أسرع من ألواح التزلج!
شجّعيه في جميع الأحوال
بغض النظر عن نوع النشاط، يحتاج الطفل إلى انتباهك وتشجيعك لإرضاء كبريائه. وحين يثق بقدراته، سيتشجع على تجاوز مخاوفه. قولي له: "ستحقق هدفك قريباً! محاولاتك ممتازة حتى الآن!". سهّلي عليه المهمة عبر تقسيمها إلى مراحل متعددة. وإذا لم يكن موهوباً في الرسم مثلاً، شاركيه النشاط كي يتشجّع على بذل جهد إضافي ويحاول التفوق عليك! تزيد دوافعه الإيجابية كلما ترسّخت ثقته بنفسه! كذلك، يمكنك أن تخبريه بالعوائق التي تجاوزتِها حين كنتِ في عمره. إنها فرصة مناسبة لتوجيهه نحو الطريق الصحيح وتعريفه على المتعة التي تتزامن مع تخطّي التحديات. هكذا يكرر الطفل محاولاته تدريجاً ويصرّ على النجاح كي يُكافَأ على جهوده!
