خامنئي يُحذّر من "التهديد الناعم"

القيادة الإيرانية متوجّسة من اندلاع "ثورة شعبية" (رويترز)

بعدما صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس الأحد بأن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يُمثل الشعب الإيراني، معتبراً أن الأخير ضحية نظامه، وإثر اعتبار نتنياهو أن نظام الملالي يشكل خطراً على الإيرانيين قبل الإسرائيليين، حذر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس من أن أعداء طهران يسعون إلى التلاعب بالرأي العام في إيران بهدف بث الفرقة والخلافات، مشيراً إلى أن "مشكلتنا اليوم ليست التهديد العسكري للعدو، بل تهديداته الخبيثة".


وأوضح خامنئي أن "التهديد المنهجي والناعم يعني التلاعب بالرأي العام للشعب، وبث الخلافات، وخلق الشكوك في محاكم الثورة الإسلامية، وإثارة الشكوك في شأن الصمود أمام العدو"، في وقت تتخوّف فيه طهران من اندلاع "ثورة شعبية" تُنادي بإسقاط النظام كما حصل عام 2022 بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني.


وفي سياق متصل، حذر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي من أن طهران تدافع عن برنامجها النووي ولن تسمح بأي تهاون في هذا الصدد، معتبراً أن التهديدات الأميركية والإسرائيلية ضدّها تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، فيما ادّعى أن واشنطن وتل أبيب لا تستطيعان "فعل أي شيء" لإيذاء طهران، بعدما توعّد روبيو ونتنياهو الأحد بإحباط طموحات إيران النووية ونفوذها في الشرق الأوسط.


وبينما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأعضاء بارزين في إدارته، إيران، إلى تسوية سلمية للنزاعات العالقة عن طريق المفاوضات للتوصّل إلى اتفاق نووي جديد وشامل، أشار بقائي إلى أنه "لا يمكن اعتبار تصريحات الولايات المتحدة جادة، لأن الكلام يجب أن يتوافق مع الفعل"، موضحاً أنه "لا يمكنك تهديد إيران من ناحية والقول إنك تدعم بدء حوار من ناحية أخرى".


تزامناً، أعلن نائب القائد العام لـ "الحرس الثوري" الإيراني العميد علي فدوي أن عملية "الوعد الصادق 3"، التي يفترض أن تشكّل ردّاً على الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في نهاية تشرين الأوّل الماضي، ستُنفذ في وقتها المناسب، معتبراً أنه "عملنا بشكل صحيح لمدة 46 عاماً (منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران) وسنعمل بشكل صحيح في المستقبل".