كتب أرئيل كهانا مقالاً اليوم في صحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان "القدس تنتظر الرياض"، جاء فيه:
انعقد الكابينت أمس كي يقرر إذا كانت إسرائيل مستعدة لبدء مفاوضات مع "حماس" حول المرحلة الثانية من صفقة المخطوفين، في الوقت الذي يرفض فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضاً قاطعاً الشروط التي تطرحها "حماس" منذ بداية الحرب، خصوصاً ربطها إعادة باقي المخطوفين بإنهاء الحرب.
على الرغم من ذلك، ومن أجل عدم التسبب بوقف المرحلة الأولى التي لا تزال مستمرة، وبسبب توقع إدارة ترامب التقدم إلى المرحلة الثانية، يحتمل أن توافق إسرائيل على البدء بالمحادثات في الموضوع.
إلى ذلك، وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومسؤولون آخرون في إدارة ترامب إلى الرياض، فيما وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدوره إلى العاصمة السعودية. في المرحلة الأولى، سينشغلون في محاولة تاريخية أولى لبلورة اتفاق يؤدي إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكن في نهاية الأسبوع سيعقد في الرياض لقاء آخر ستحاول فيه الدول العربية بلورة خطة مشتركة لمستقبل غزة. وسيشارك في القمة ممثلو مصر، الأردن، قطر والإمارات، بهدف الرد على خطة التهجير الجماعي من غزة التي اقترحها الرئيس ترامب وعرض بديل لها.
ترتبط نتائج المؤتمر في الرياض مباشرة بالقرارات التي ستتخذ في القدس، فإذا ما قبلت الدول العربية مبدأ ألا تحكم "حماس" غزة عسكرياً ومدنياً، سيرضي ذلك إسرائيل والولايات المتحدة. في مثل هذا السيناريو، من المرجح أن يتبلور جهد سياسي مشترك من كل الأطراف للفرض على قيادة "حماس" مغادرة غزة، تماشياً مع قرارات إسرائيل الأصلية. في المقابل، إذا وقفت الدول العربية ضدّ النهج الأميركي - الإسرائيلي، يحتمل ألا يكون هناك مفرّ من استئناف القتال ومن فرض حلول بالقوة. في مثل هذه الحال، سيتعيّن على إسرائيل أن تراقب باهتمام كبير ما تفعله مصر.
قواعد هجوم في مصر
طالبت إسرائيل من الولايات المتحدة بأن تبلغ المصريين بمعارضتها لتواجد الجيش المصري في سيناء، إذ أفاد مصدر مطلع لـ "إسرائيل اليوم" بأن المستويات العليا في إسرائيل قلقة جداً من تعاظم قوة الجيش المصري. وتنظر إسرائيل بريبة إلى وجود قوات عسكرية مصرية في سيناء بخلاف اتفاق السلام الموقع في 1979. وكشف المسؤول الإسرائيلي أن الأمر يعالج بهدوء، لكن بكل جدية. التوقع في القدس هو أن تحض أميركا، الضامنة للاتفاق، مصر على سحب الوحدات التي لا يفترض أن تكون في شبه الجزيرة. علمت "إسرائيل اليوم" أنه يزداد في الكونغرس الأميركي أيضاً الانشغال بمسألة مصر، حيث يخطط مجلسا الكونغرس لإجراء استجوابات حول ما يجري، كما بحث أعضاء الكونغرس الموضوع مع نظرائهم الإسرائيليين.
أطلع سفير إسرائيل في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة على المسألة الحساسة، واصفاً الوضع بأنه "لا يطاق"، إذ اعتبر أن "مصر في وضع خرق خطر جداً لاتفاق السلام معنا في سيناء".
هناك قواعد بناها المصريون لا يمكن أن تستخدم سوى لأعمال هجومية ولأسلحة هجومية. صمتنا على مدى زمن طويل عن الوضع، لكن سيطرح هذا الموضوع على الطاولة قريباً جداً.
المعضلة اللبنانية
يفترض بإسرائيل أن تستكمل اليوم انسحابها من لبنان حسب اتفاق وقف النار، لكن سيحتفظ الجيش الإسرائيلي بخمسة استحكامات في داخل الأراضي اللبنانية كي تشكل منطقة فاصلة للدفاع عن بلدات الشمال. ابتداء من الغد، ستقف إسرائيل أمام معضلة: هل ستقضي بالنار على محاولات "حزب الله" إعادة التسلّح وتهريب السلاح وتخاطر بخرق الاتفاق، أم ستعود إلى وضعية المراقب كما كانت قبل الحرب؟ تبعاً لتصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وضعية المراقب لن تعتمد بعد اليوم.