زار وفد من الهيئات الاقتصادية برئاسة محمد شقير أمس، مقرّ شركة طيران الشرق الأوسط - الميدل إيست وقدم التهنئة لرئيسها والعاملين فيها على الجهود الجبارة والبطولية التي قامت بها الشركة بكافة موظفيها وفي مقدمهم رئيسها محمد الحوت في ظل العدوان الإسرائيلي من أجل تأمين استمرار ربط لبنان بالعالم وتمكين اللبنانيين من السفر من وإلى لبنان.
ألقى شقير كلمة توجه فيها إلى الحوت، فقال: "نحن فخورون بك وبوطنيتك، فخورون بجرأتك وبحبك لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة"، مضيفاً "أعلم أن الكثير قام بتكريمك وتكلم عنك وعن إنجازات الميدل إيست، لكن نحن أتينا لنقول لك ومن القلب الله يعطيك العافية على كل ما قمت به وعلى إبقائك مطار رفيق الحريري الدولي شَغّالاً".
أردف: "صحيح ومثلما تقول إنه كانت هناك تطمينات من الأميركيين من أجل تسيير رحلات "الميدل إيست"، لكن في النهاية القرار كان يعود لك، فلو أنت خُفت من المخاطر لكنت أوقفت حركة المطار مهما أتاك من تطمينات إن من الأميركيين أو من الروس أو من العالم كله".
تابع: "لقد استمررت في تسيير الرحلات، وسمعت أكثر من مرة بأنك كنت تسافر في بعض الرحلات كي تبعث برسالة طمأنة للراغبين بالسفر، ولتقول لهم إن حياتك مثل حياتهم تسافر معهم على متن الرحلة وتعود معهم".
الحوت
تحدّث الحوت فرحب بشقير وبالهيئات الاقتصادية وشكرهم على الزيارة، وقال: "إن تاريخ الميدل إيست وإنجازاتها ليست فقط معي، لكن الشركة من قبلي لم تتخلَّ عن ركابها وفي أصعب الظروف، طالما أنها قادرة على الاستمرار بالقيام بأعمالها"، مشيراً إلى أن "الأيام الصعبة بدأت منذ تشرين الأول 2023 أي مع بدء حرب الإسناد حيث واجهنا مشاكل مع التأمين، واضطررنا إلى أن نخرج طائرات من لبنان، ثم تطورت الأمور وجرى تصعيد كبير استدعى القلق والخوف بعد حادثة مجدل شمس وتهديدات العدو الإسرائيلي بالقصف، ما يعني أننا بقينا أكثر من سنة نشعر بالخوف على المطار".
ولفت الحوت إلى أنّه "في حرب الأسابيع العشرة التي بدأت في 23 أيلول 2023 والتي سميت بالحرب الواسعة، كانت أصعب وأشد قسوة وأكثر خطورة، فيما كان علينا واجب وطني نقوم به ويتمثل بتأمين تواصل لبنان مع الخارج، وأن لا نقفل المطار".
أضاف: "نعم أخذنا مخاطر لكنها مدروسة، وبالاتكال على الله تمكنّا من أن ننجح بهذه المهمة"، وأشار في هذا الإطار إلى "دعم الرئيس نجيب ميقاتي المطلق لنا، ليس فقط بالكلام إنما بالقرارات وبتوفير الغطاء القانوني والمعنوي، وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس نبيه بري وأيضاً وزير الأشغال علي حميه الذي كان معنا على الدوام" معتبراً أن "هذا الأمر لم يكن ممكناً من دون جهود المديرية العامة للطيران المدني والمراقبين الجويين وجهاز أمن المطار".
في نهاية اللقاء سلم شقير الحوت ميداليّة الهيئات الاقتصاديّة كعربون تقدير على إنجازات "الميدل إيست" وأعمالها البطوليّة في زمن الحرب.