حسّن تركيزك بخطوات بسيطة

02 : 00

هل تحاول استجماع تركيزك لكنّ عقلك يتشتت طوال الوقت أو يسهل أن تلتهي بعوامل أخرى؟ ما الذي تغيّر بعدما كان تركيزك بأعلى مستوياته دوماً؟ يقول الدكتور كيرك دافنر، طبيب أعصاب ومدير "مركز طب الدماغ والعقل" في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": "بشكل عام، يجد كبار السن صعوبة إضافية في إقصاء الحوافز غير المهمة أثناء أداء أي نشاط".

أسباب ضعف التركيز

على غرار جهاز الكمبيوتر الذي يتباطأ عمله مع مرور الوقت، تتراكم تداعيات التعب والاستخدام المفرط في الدماغ البشري وتؤثر هذه الحالة بقدرته على معالجة المعلومات. قد تنجم المشكلة عن عدد من الضغوط الفيزيولوجية، منها الالتهابات، وتضرر الأوعية الدموية (لا سيما لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم)، وتراكم بروتينات غير طبيعية، وانكماش الدماغ طبيعياً مع التقدم في السن.

تؤثر العوامل التالية أيضاً على مستوى التركيز:

حالات كامنة: قد يؤدي الاكتئاب أو اضطراب النوم (مثل انقطاع التنفس أثناء النوم)، أو حتى ضعف النظر أو السمع، إلى تراجع القدرة على التركيز. يوضح دافنر: "يهدر الفرد موارد معرفية قيّمة حين يمضي وقتاً مفرطاً وهو يحاول معرفة ما هو مكتوب على صفحة أو سماع ما يقوله الآخرون".

آثار جانبية للأدوية: تستطيع الأدوية أن تبطئ سرعة معالجة المعلومات والقدرة على التفكير بوضوح، لا سيما مضادات الكولين (تُستعمل كعلاج لسلس البول أو الاكتئاب أو الحساسية).

الإفراط في شرب الكحول: تؤدي هذه العادة إلى اختلال التفكير واضطراب النوم، ما ينعكس سلباً على التركيز.

تلقي معلومات مفرطة: في هذا العصر، تُمطرنا محطات التلفزة وأجهزة الكمبيوتر والرسائل النصية أو الإلكترونية بالمعلومات طوال الوقت. حين تكثر المواد التي نتلقاها، لا مفر من أن تزيد أعباء نظام غربلة المعلومات في الدماغ ويسهل أن يتشتت تركيزنا في هذه الحالة.

تمرين لتحسين الانتباه


هل تبحث عن طريقة لتحسين مستوى انتباهك وتركيزك؟ تقترح خبيرة علم النفس العصبي كيم ويلمنت من مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد" تمريناً يتألف من مهمة واحدة مثل القراءة: اقرأ أي مادة طوال 30 دقيقة واضبط المنبّه كل خمس دقائق. وحين تسمع صوته، تساءل عن مستوى تركيزك ومدى تشتّت عقلك. إذا لاحظتَ أن ذهنك مشتّت، أعد التركيز على ما كنت تقرأه. من خلال تدريب دماغك على مراقبة مستوى التشتت الذهني لديك، ستقوي عملية المراقبة وقدرة العقل على متابعة التركيز على مهمّة واحدة.

خطوات للحفاظ على التركيز

لتحسين مستوى انتباهك، طبّق الخطوات التالية:

الاسترخاء الذهني: تتمحور تقنية الاسترخاء الذهني حول تركيز الانتباه على الحاضر وقد تبين أن هذه الطريقة تعيد ضبط أسلاك الدماغ لتقوية مستوى الانتباه في الحياة اليومية. اجلس بلا حركة لبضع دقائق يومياً وأغمض عينيك وركّز على إيقاع تنفسك وعلى الأصوات والأحاسيس المحيطة بك أيضاً.

التدريب المعرفي: تهدف ألعاب التدريب المعرفي المحوسبة إلى تحسين أوقات الاستجابة ودرجة الانتباه. لطالما كانت الأدلة التي تشير إلى فعالية هذه الأداة مختلطة. لا تهدف هذه الألعاب في الأساس إلى تحقيق الفوز، بل تحسين القدرة على القيام بنشاطات معرفية في الحياة اليومية. لكن تثبت أدلة أخرى أن القدرة على حصر الانتباه قد تتحسن عبر دفع الشخص تدريجاً إلى تقديم أفضل أداء ممكن. إذا بلغتَ مستوىً معيناً من الانتباه المتواصل إذاً، قد تنجح في تحسين تركيزك عبر الانتقال إلى مراحل متقدمة من اللعبة وقد تنعكس هذه الحالة إيجاباً على الحياة اليومية.

تحسين أسلوب الحياة: تتعدد الجوانب التي ترتبط بأسلوب الحياة الصحي وتستطيع تحسين مستوى انتباهك، بدءاً من النوم والرياضة. ثمة رابط مباشر بين الرياضة والقدرة المعرفية، لا سيما الانتباه. حين تمارس الرياضة، تزيد كمية المواد الكيماوية الدماغية التي تسهّل نشوء روابط دماغية جديدة وتُخفف الضغط النفسي وتُحسّن النوم. وأثناء النوم، تتراجع هرمونات الضغط النفسي التي تؤذي الدماغ أحياناً وتتلاشى البروتينات التي تضرّه.

في الوقت نفسه، حاول أن تنام بين سبع وثماني ساعات كل ليلة وخصص 150 دقيقة أسبوعياً لممارسة تمارين الأيروبيك، على غرار المشي السريع.

لتحسين التركيز، تقضي خطوات صحية أخرى بتبنّي حمية متوسطية، فقد تبيّن أنها تُحسن صحة الدماغ. كذلك، عالج اضطراباتك الكامنة وغيّر أدويتك إذا كانت تنعكس سلباً على مستوى تركيزك.

في النهاية، تستنتج دافنر: "التقدم في السن مسار خارج عن السيطرة، لكنك تستطيع أن تتخذ قراراً بتعديل أسلوب حياتك وقد تسمح لك هذه الخطوة بتحسين تركيزك".