تحت سماء القارة العجوز، أُضيئت ملاعب كرة القدم وتدفقت الجماهير بأعداد هائلة، في ليلة سقطت فيها التحليلات والنظريات، ولم ينجُ إلا من قاتل وقدم مجهوداً مضاعفاً.
في دوري الأبطال، لا مجال للأخطاء، خاصة في مرحلة خروج المغلوب، حيث يجب أن تكون في قمة جاهزيتك لتحقيق الانتصار. السيطرة وحدها لا تكفي، بل يجب ترجمتها إلى أهداف، لأن كرة القدم لا ترحم، وتعاقب كل من يهدر الفرص. إليكم أبرز مشاهد مواجهات اليوم الثاني من دور الـ16.
فاينورد × إنتر ميلان
على ملعب "دي كويب" في روتردام، فرض إنتر ميلان، متصدر الدوري الإيطالي، سيطرته على مجريات المباراة، محققاً انتصاراً ثميناً بنتيجة 2-0، ليضع قدماً في ربع النهائي.
استحوذ رجال سيموني إنزاغي على الكرة بنسبة 58%، وأداروا المباراة بذكاء كبير، مستغلين خبرتهم الأوروبية. افتتح الفرنسي ماركوس تورام التسجيل بعدما تابع كرة عرضية بإتقان، قبل أن يضيف الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الهدف الثاني مطلع الشوط الثاني، ليمنح فريقه أفضلية مريحة قبل لقاء الإياب.
بايرن ميونخ × باير ليفركوزن
ارتدى بايرن ميونخ ثوب البطل، وقدم عرضاً استثنائياً توّجه بانتصار كبير 3-0 أمام باير ليفركوزن، مستغلًا جميع الفرص الخطيرة، ومانحاً المدرب تشابي ألونسو أول خسارة له أمام العملاق البافاري بعد 6 مواجهات سابقة دون هزيمة.
تألق القناص هاري كين بتسجيله ثنائية رائعة، مؤكداً جاهزيته للمواعيد الكبرى، فيما أضاف الألماني الشاب جمال موسيالا الهدف الثالث، ليضع بايرن قدمًا في ربع النهائي، ويثبت أن خبرته الأوروبية لا تزال تتفوق على مفاجآت ليفركوزن هذا الموسم.
بنفيكا × برشلونة
على أرض بنفيكا، وقف الحارس البولندي فويتشيك تشيزني كالسد المنيع أمام جميع محاولات الفريق البرتغالي، محققاً 8 تصديات جعلته أفضل لاعب في المباراة، ومنح برشلونة فرصة ثمينة للخروج بنتيجة إيجابية رغم الظروف الصعبة.
تلقى الشاب باو كوبارسي بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 22، ليُجبر فريقه على إكمال المباراة بعشرة لاعبين. لكن المدرب الألماني هانسي فليك تعامل بذكاء مع الموقف، حيث أخرج داني أولمو وأشرك المدافع رونالد أراوخو لتعزيز الصلابة الدفاعية.
ورغم النقص العددي، قاوم برشلونة هجمات بنفيكا بشراسة، حتى تمكن البرازيلي رافينيا من تسجيل هدف المباراة الوحيد، ليمنح فريقه انتصاراً غالياً خارج الديار.
باريس سان جيرمان × ليفربول
على ملعب "حديقة الأمراء"، قدّم باريس سان جيرمان عرضاً كروياً ساحراً، سيطر خلاله بالكامل على مجريات اللقاء، وفرض أسلوبه على ليفربول الذي تعرّض لوابل من التهديدات من مختلف المسافات، بأقدام ثلاثي الهجوم كفاراتسخيليا، ديمبيلي، وباركولا، لكن العملاق البرازيلي أليسون بيكر تألق ببراعة غير عادية.
ورغم هيمنة باريس، إلا أن ليفربول لم يكن بحاجة سوى لتسديدة واحدة فقط على المرمى طوال اللقاء، جاءت بأقدام الشاب هارفي إليوت، وكانت كفيلة بمنح "الريدز" انتصارًا ثميناً، يعكس عقليتهم القتالية حتى في أصعب الظروف.
في دوري الأبطال، لا يُهم من يهاجم أكثر، بل من يُسجل في اللحظة المناسبة.