اختُتمت الجولة التاسعة من الدوري اللبناني لكرة القدم بمشهد يعكس موازين القوى هذا الموسم، حيث واصل الأنصار عروضه القوية بانتصاره التاسع على التوالي، بينما حافظ الصفاء والعهد على موقعيهما في المنافسة المباشرة. في المقابل، ازدادت حدة الصراع على المقاعد الأخيرة المؤهلة إلى سداسية الأوائل، مع اقتراب مرحلة الحسم التي ستحدد هوية الأندية التي ستواصل مشوار المنافسة على اللقب.
مرة جديدة، يثبت الأنصار أنه الفريق الأقوى في البطولة، ليس فقط بنتائجه المثالية (27 نقطة من 27 ممكنة)، بل أيضاً بأدائه المتكامل على أرض الملعب. في الجولة التاسعة، نجح في تخطي التضامن صور (3-1)، ليواصل تربعه على الصدارة بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه. ثنائي الخط الأمامي، المكون من حسن معتوق، ومحمد المصري، يواصل تألقه، مما جعل الأنصار الفريق الأكثر تهديفاً هذا الموسم بـ 28 هدفاً.
الصراع على سداسية الأوائل
إذا كان الأنصار قد فرض نفسه متصدراً دون منازع، فإن الصفاء والعهد يقدمان مستويات ثابتة تجعلهما أبرز المنافسين في حال حدوث أي تعثر للمتصدر. الصفاء، بفوزه الكبير على الرياضي العباسية (4-0)، أكد مرة أخرى أنه فريق متكامل دفاعياً وهجومياً. فالأرقام تتحدث عن نفسها، إذ يمتلك أقوى خط دفاع في الدوري بعد تسع جولات، حيث لم تتلقَ شباكه سوى ثلاثة أهداف فقط، وهو رقم يُظهر صلابة منظومته الدفاعية. هجومياً، الفريق يواصل تسجيل الأهداف بسهولة، حيث يمتلك ثاني أقوى خط هجومي (24 هدفاً)، ما يعكس مرونة تكتيكية واضحة بين الاستحواذ واللعب المباشر.
أما العهد، فقد قدم مباراة قوية أمام الراسينغ، وخرج بفوز مريح (4-0) ليؤكد استعادة مستواه الهجومي، ما يُميز العهد هو عمق تشكيلته، إذ يعتمد على مجموعة متنوعة من اللاعبين في تسجيل الأهداف، ما يمنحه ميزة إضافية في المراحل المقبلة.
أما النجمة، رغم فوزه الصعب على الرياضي العباسية (1-0) بهدف ربيع عطايا، لا يزال بحاجة إلى تطوير أدائه الهجومي، إذ سجل 10 أهداف فقط في تسع مباريات، وهو رقم لا يعكس طموحاته. في المقابل، قدم الحكمة عرضاً قوياً بفوزه على تجمع شباب بعلبك (3-0)، مما عزز من فرصه في البقاء ضمن المنافسة. أما الشباب الساحل، بفوزه على البرج (3-0)، فلا يزال داخل دائرة الصراع، لكنه يدرك أن أي تعثر قد يخرجه من الحسابات.
بين الهجوم والدفاع
إحصائياً، يتصدر الأنصار قائمة الفرق الأقوى هجومياً بـ 28 هدفاً، يليه الصفاء (24) ثم العهد (23). أما من الناحية الدفاعية، فيتفوق الصفاء بوضوح، إذ لم تستقبل شباكه سوى ثلاثة أهداف، يليه الأنصار (6)، ثم النجمة (7). هذه الأرقام تؤكد أن الفرق التي تمتلك التوازن بين الدفاع والهجوم هي الأقرب للمنافسة على اللقب.
مع تبقي جولتين على نهاية مرحلة الذهاب، ستكون المواجهات القادمة بمثابة نهائيات مصغرة لبعض الفرق، خاصة تلك التي تنافس على البطاقات الأخيرة المؤهلة لسداسية الأوائل. بينما يبدو الأنصار، الصفاء، والعهد في مأمن، فإن النجمة، الحكمة، الشباب الساحل، والتضامن صور أمام اختبارات حاسمة ستحدد من منهم سيواصل المشوار في القسم العلوي من الترتيب، ومن سيتحول إلى مرحلة المنافسة على البقاء.
