مكتبات متنقّلة في صنعاء هرباً من رائحة البارود والفقر

02 : 00

تشجّع مجموعة من الشباب اليمنيين سكّان العاصمة صنعاء الغارقة في ويلات الحروب والازمات، على قراءة الكتب في مكتبات متنقلة، مما يوفّر لهم متنفساً، بعيداً من النزاعات والأوضاع الاقتصادية السيئة.

وتتمثل الفكرة في حثّ اليمنيين على قراءة الكتب التي يمكنهم استعارتها مجاناً، ضمن مبادرة تعتمد على تبرّعات بسيطة ونادرة.

ووضع القائمون على مبادرة "اليمن تقرأ" خمسة أكشاك للمطالعة في أماكن عامة في صنعاء الخارجة منذ 2014 عن سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، ومن بينها مركز تجاري.

وتعود فكرتها إلى عام 2013 قبل سنة من سيطرة الحوثيين على العاصمة، ولكن تمّ وقفها بعدما فرّ القائمون عليها من المدينة خوفاً من الحرب.

لكن الشاب فوزي الغويدي أعاد مع أربعة من أصدقائه إطلاق الفكرة في 2019 وحصلوا على إذن من السلطات الحاكمة في صنعاء. ويصف الغويدي الفكرة بأنها "شمعة في الظلام".





ويشهد البلد الفقير منذ أكثر من ست سنوات حرباً بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت الحرب مع تدخل تحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة في آذار 2015.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص غالبيتهم من المدنيين، بينما غرقت البلاد وخصوصاً العاصمة صنعاء في أزمات اقتصادية وصحية وتعليمية متتالية.

وفي السابق، كانت صنعاء بمثابة المركز الثقافي لليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، وقد اشتهرت بمدارسها وعلمائها.

وبحسب الشاب محمد مهدي، فإن "رائحة البارود تعم أرجاء الوطن، وتأتي هذه الأكشاك لتعيد لنا الحياة"، مشيرا إلى أن الفكرة "جميلة في بلاد لم تعد القراءة فيها من أولويات المواطن".

وتمكنت الجمعية من تأمين نحو خمسة آلاف كتاب، وتتطلع إلى توفير عشرة أكشاك في العاصمة، بحسب الغويدي الذي يشير مع ذلك إلى أن المهمة ليست سهلة بسبب صعوبة جمع التبرعات بخاصة مع الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها اليمن.

وتزايدت معدّلات الفقر في صنعاء في السنوات الأخيرة بسبب الحرب، ما ضاعف أعداد المتسولين والعائلات غير القادرة على العيش من دون مساعدة من إحدى المنظمات.

كذلك وضعت الحرب مئات المدارس خارج الخدمة وأبقت ملايين الاطفال من دون تعليم.

ويقول الغويدي إنّ "المعوق الأساسي الذي واجهنا وهو الدعم. أينما تذهب وتطلب الدعم للكتب يقول لك الناس إن دعم الإغاثة افضل من دعم الثقافة لأن البلاد تواجه مجاعة".

MISS 3