إسرائيل تُطلق عملية برّية محدودة في غزة

خلال تظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو في القدس أمس (رويترز)

بعدما قرّرت إسرائيل هذا الأسبوع استكمال حربها على "حماس" إثر رفض الأخيرة الاقتراح الأميركي القاضي بتمديد "المرحلة الأولى" من "اتفاق غزة"، بدأ الجيش الإسرائيلي أمس عملية برّية محدودة ومركّزة في وسط القطاع وجنوبه، "بهدف توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه"، موضحاً أنه خلال العملية سيطرت القوات ووسّعت سيطرتها المتجدّدة على وسط "محور نتساريم"، وتقرّر أن تتمركز قوات "لواء غولاني" في القطاع الجنوبي و"تكون جاهزة للعمل" داخل القطاع، في وقت ذكرت فيه واشنطن أن الفرصة لا تزال قائمة في شأن الاقتراح الأميركي بتمديد وقف النار، "لكنها تتلاشى بسرعة".


وبينما أكدت أميركا وقوفها إلى جانب إسرائيل "في كلّ الظروف"، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب يرى "نافذة لتغيير مسار الأمور في الشرق الأوسط"، حمّلت "حماس" إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات توغلها البرّي، معتبرة أنه "خرق جديد وخطر" لوقف النار، لكنها أكدت أنها "لم تغلق باب التفاوض"، معتبرة أنه "لا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظلّ وجود اتفاق موقع من كلّ الأطراف".


في السياق، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الغزيين، بأنه "إذا لم يجرِ الإفراج عن جميع المختطفين الإسرائيليين ولم يجرِ طرد "حماس" من غزة، فستتحرّك إسرائيل بقوّة لم تعرفوها من قبل"، داعياً إياهم إلى المساهمة في تحقيق ذلك لكي "تُتاح لكم إمكانية المغادرة إلى أماكن أخرى في العالم لمَن يرغب، أمّا البديل، فهو الدمار والخراب الكامل".


توازياً، ندّدت جامعة الدول العربية بما عدّته "إجحافاً" من جانب إسرائيل برسالة السلام التي أطلقتها الدول العربية خلال "قمة فلسطين" العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة. وأعلنت في ختام اجتماع غير عادي لمجلسها على مستوى المندوبين الدائمين، تشكيل مجموعة عمل لمتابعة قرارات القمة الطارئة. وطالب المجتمعون، مجلس الأمن والمنظمات الدولية، بـ "تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة".


ميدانياً، ومع تكثيف الجيش الإسرائيلي قصفه على القطاع، أفادت تقارير بمقتل أكثر من 470 شخصاً خلال 48 ساعة. وندّدت الأمم المتحدة بمقتل أحد موظّفي مكتبها لخدمات المشاريع بعد استهداف دارَين للضيافة تابعَين لها في دير البلح بغارات جوّية، مطالبة بإجراء تحقيق كامل.


وفي سياق مساعي ترامب إلى إحداث تغييرات جذرية في المنطقة، استمرّت الضربات الجوية الأميركية على أهداف تابعة لميليشيا الحوثي في اليمن، فيما طالب ترامب إيران بالتوقف فوراً عن دعم الحوثيين وترك الميليشيا "تقاتل بنفسها"، متوعّداً المتمرّدين بأن الضربات عليهم "ستصبح أسوأ تدريجياً وسيجري القضاء عليهم تماماً". وكان لافتاً ما ذكره موقع "أكسيوس" أن رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تضمّنت مهلة شهرَين للتوصّل إلى اتفاق نووي جديد.