امرأة غير مشرّع لها منح الهويّة لدواعٍ قانونيّة.
امرأة غير مشرّع لها تخطّي العدد الذّكوري في معترك السّياسة ومجالسها لدواعٍ ثقافيّة.
امرأة غير مشّرّع لها أن تعيد إدراك طبيعتها لدواعٍ اجتماعيّة.
امرأة غير مشرّع لها الحقّ لدواعٍ نفسيّة.
بعد أن كانت المرأة هي العنصر الغالب خلال العصور القديمة، حيث اعتبرت بمراتب الآلهة كأفروديت اليونانيّة، تينيت و أليسار الفنيقيّتين، نفرتيتي المصريّة و غيرهنّ من أمثال النّساء.
ظهرت الدّيانات السّماويّة بآياتها و تشريعها و تفسيراته لإخضاع المرأة ووضعها موضع الطّاعة ممّا عرقل و ما زال يعرقل سير المجتمعات باتّجاه السّلام و المصالحة مع الذّات.
تبعاً لتوارث قوانين و أعراف المجتمعات الذّكوريّة، هنا المرأة تتبع؛ تتبع اسم عائلة والدها، و من بعدها "تُشطب عن خانة والدها لتتبع خانة زوجها".
تتبع أصول وأعراف وتقاليد البيئة الّتي نشأت بها.
والأغرب والّذي لا يمكن أن يحدّه عقل وما زال متعارفاً عليه حتّى اليوم، بعد الزّواج، تتبع ديانة وأعراف وتقاليد البيئة الّتي تخصّ زوجها وعليها أن تلقّن اولادها أوتوماتيكيًّا مناهج هذه البيئة.
هكذا باتت المرأة عالقة بين الرّموز المسلوبة منها وطبيعتها النّفسيّة في دائرة الهيمنة الذّكوريّة المعاكسة للطّبيعة.
فمبدأ إلغاء وظيفة تاريخ كيان المرأة خلال مسيرة الحياة الزّوجيّة يندرج تحت عناوين قوانين الأحوال الشّخصيّة وما يتبعها من أعراف الزّواج؛ حتّى اليوم الحقّ بمنح الهويّة حصريًّا بيد الرّجل، ليس بموجب نصوص شرعة حقوق الإنسان لأنّها واضحة من ناحية المساواة (المادة 16- المادة 18).
إنّما بموجب قانون الجنسيّة اللّبنانيّة يمنح الطّفل الهويّة اللّبنانيّة بشرط رابط الدّم الأبوي؛ بطبيعة الحال هذا التّمييز هو من أنواع التّعنيف النّفسي وإقصاء المرأة عن منح هويتها يعني تعطيل الوظيفة الرّمزيّة لها.
أيضاً وبفعل غياب تمكين المرأة وتمرينها للمشاركة الفعّالة في معترك السّياسة حتّى اليوم ما زلنا نعيش أشدّ أوجه الرّكود والجمود في هذا الإطار، فما زال شائعاً أن تضمّ المرأة صوتها لصوت عائلتها أو زوجها في الانتخابات، وحتّى اليوم ما زالت مشاركة المرأة الفعليّة على مقاعد البرلمان اللّبناني بما يعادل الـ6% وفي مجالس البلديّات بما يعادل الـ5,4%، بدعم قانون الكوتا النّسائيّة الّذّي ما زالت الحاجة تدعو له لتأمين هذه النّسب.
يصعب على العقل أحياناً التّغلّب على منطق المسلّمات والموارثات الإجتماعيّة لكن الأصعب مواصلة المعاناة والخوف من التّغير أو بالأحرى العودة للطّبيعة.
أليست المرأة العنصر الأقوى للحفاظ على الهويّة؟ أليست هي اللّغة والأرض والوطن؟
بين عيد المرأة وعيد الأمّ امرأة أضاعت حقّها... فباتت... بلا شرعيّة.