غايال خوري

نهائي ناريّ

ليبرون ضد كليفلاند… أم ليكرز ضد سيلتيكس؟

ليبرون جيمس و لوكا دونتشيتش

مع اقتراب الأدوار الإقصائية في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، تلوح في الأفق مواجهتان نهائيّتان تحملان كل عناصر الدراما، وتعدان بكتابة فصل جديد في تاريخ اللعبة. الأولى ذات طابع شخصي عميق، تجمع بين كليفلاند كافالييرز ونجمه السابق ليبرون جيمس بقميص لوس أنجلوس ليكرز. أما الثانية، فهي الصدام الكلاسيكي الخالد بين ليكرز وبوسطن سيلتيكس، في معركة تتجاوز حدود كرة السلة لتصل إلى صراع على الإرث والمكانة.


مواجهة كليفلاند ضد ليبرون هي قصة عودة، ولكن من نوع مختلف. فالنجم الذي أعاد الأمل إلى المدينة وأهداها لقبها الأول في عام 2016، قد يعود إليها اليوم كمنافس يسعى لإقصائها عن المجد. غير أن كليفلاند لم تعد تلك المدينة التي تنتظر منقذاً. الفريق اليوم يقف بثقة، بقيادة دونوفان ميتشل، ويزخر بطاقات شابة مثل إيفان موبلي وداريوس غارلاند، تطمح لصناعة أمجادها الخاصة. الفوز على ليبرون لن يكون مجرّد انتصار رياضي، بل لحظة رمزية تُعلن فيها المدينة انتهاء حقبة وبداية عهد جديد.


أما السيناريو الآخر، فهو مواجهة تستحضر روح الماضي وتعيد إشعال أشرس المنافسات: ليكرز ضد سيلتيكس. بوسطن يتصدّر قائمة الأندية الأكثر تتويجاً في تاريخ الدوري بـ 18 لقباً، متفوقاً على ليكرز بلقب واحد. لكن في حال وصول الفريقين إلى النهائي، فالمعركة ستكون أكبر من مجرد رقم. ليبرون، في سعيه نحو لقبه الخامس وربما الأخير، سيواجه طموح جيل بوسطن الجديد بقيادة جايسون تيتوم وجايلن براون، الذي يريد إثبات أن حقبة سيلتيكس لم تنتهِ، بل بدأت من جديد. من منظور الرابطة، كلا السيناريوين يحملان قيمة هائلة. الأول ينبض بالعاطفة والرمزية، والثاني يعيد تقديم كلاسيكية لا تموت. فسواء وقف ليبرون أمام فريق مدينته السابقة، أو دخل في معركة تاريخية ضد بوسطن لاستعادة التوازن، فإن نهائي 2025 يعد بأن يكون أكبر من مجرّد سلسلة مباريات.


في النهاية، لا يتعلّق الأمر فقط بالكأس… بل بالقصة التي تُروى، وباللحظة التي ستُخلّد. ما بين صراع الأجيال، وتصفية الحسابات، وتاريخ تُعاد كتابته، جماهير كرة السلة على موعد مع واحدة من أكثر النهايات إثارة في تاريخ الدوري.