إستبدلي البقر بالدجاج لتتجنّبي سرطان الثدي!

12 : 43

Portrait of young woman trying to prepare chicken soup in kitchen

استعمل الباحثون بيانات تعود إلى أكثر من 40 ألف امرأة واستنتجوا أن اللحوم الحمراء ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، بينما يرتبط استهلاك الدواجن على ما يبدو بتراجع نسبة الخطر.

بدأ الباحثون يستكشفون العلاقة القائمة بين جميع أنواع اللحوم وسرطان الثدي، وحللوا أيضاً تأثير طرق طبخ اللحوم على ذلك الخطر. نُشرت نتائجهم في "المجلة الدولية للسرطان".

أخذ العلماء بياناتهم من "دراسة الشقيقة" التي شملت مشارِكات من الولايات المتحدة وبورتوريكو، واستعملوا في النهاية بيانات مأخوذة من 42012 امرأة تتراوح أعمارهنّ بين 35 و74 عاماً. راقب الفريق المشارِكات لمدة بلغ متوسطها 7.6 سنوات، وسُجلت خلال هذه الفترة 1536 حالة من سرطان الثدي.

قدّمت كل مشارِكة معلومات عن تاريخها الطبي، وتاريخ السرطان في عائلتها، وعوامل مرتبطة بأسلوب الحياة، والحمية الغذائية، والطول، والوزن، ومعلومات ديموغرافية. كذلك، حصل الباحثون على معطيات مفصّلة عن استهلاك اللحوم، بما في ذلك حجم الحصص ونوع اللحوم المستهلكة.

سألوا المشارِكات أيضاً عن طريقة تحضير شرائح لحم البقر والبرغر وقطع لحم الخنزير استناداً إلى مقياس شامل عن طريقة طبخ اللحوم يتراوح بين درجة "شبه نيئة" و"متفحمة".

رصد التحليل زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 23% عند أكل أكبر كمية من اللحوم الحمراء مقارنةً بتناول أصغر كميات منها.

لكن لم تطرح الدراسات السابقة التي حللت الروابط بين اللحوم الحمراء وسرطان الثدي نتائج واضحة لهذه الدرجة، إذ عجز بعض الباحثين عن رصد أي رابط مماثل، واكتشف البعض الآخر رابطاً ضعيفاً نسبياً.

الدواجن ومخاطر السرطان

كانت النتائج المرتبطة بتحليل الدواجن مفاجئة بدرجة إضافية، إذ يبدو أن هذه الفئة من اللحوم تعطي أثراً واقياً.

وفق تقديرات العلماء، تراجع خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 15% عند استهلاك أكبر كمية من الدواجن مقارنةً بأصغر الكميات.

وحتى عندما أخذ العلماء عوامل أخرى في الاعتبار، مثل الانتماء العرقي، والدخل الأُسَري، ومستويات النشاط الجسدي، والتاريخ العائلي بمرض السرطان، واستهلاك مشتقات الحليب والخضروات، ومجموع السعرات الحرارية، ومؤشر كتلة الجسم، وحبوب منع الحمل والكحول، بقيت النتائج بارزة.

استعمل العلماء نماذج بديلة لتوقع كيفية تغيّر مخاطر سرطان الثدي عند الانتقال من تناول كمية كبيرة من اللحوم الحمراء إلى استهلاك الدواجن. في هذه النماذج، أصبح الرابط الإيجابي بين الدواجن وخطر سرطان الثدي أكثر وضوحاً.

يقول دايل ساندلر، المشرف الرئيس على الدراسة: "صحيح أن الآلية التي تجعل استهلاك الدواجن يُخفّض خطر السرطان لم تتضح بعد، لكن تطرح دراستنا أدلة مفادها أن استبدال اللحوم الحمراء بالدواجن قد يشكّل تعديلاً بسيطاً وفاعلاً لتقليص حالات سرطان الثدي".

ربما يبدو الرابط القائم بين الدواجن ومخاطر سرطان الثدي مفاجئاً، لكنها ليست المرة الأولى التي يلحظه فيها العلماء. كشفت دراسة سابقة أن استهلاك الدجاج المقلي مع الجلد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، بينما يتراجع ذلك الخطر عند استهلاك الدجاج بلا جلد.

كذلك، استنتجت دراسة أخرى أن الدجاج، بغض النظر عن طريقة طبخه، يعطي "أثراً واقياً بارزاً" ضد سرطان الثدي.

لكن لم يكتشف علماء آخرون أي روابط بين استهلاك اللحوم وسرطان الثدي. لذا يجب أن يجري الباحثون دراسات إضافية قبل أن يطلقوا استنتاجاً جازماً حول دور اللحوم في هذا السرطان.

عدا عن أثر اللحوم المحتمل، لم يرصد الباحثون في الدراسة الأخيرة أي رابط بين طريقة طبخ اللحوم ومخاطر سرطان الثدي. شملت هذه الدراسة عدداً كبيراً من المشارِكات، وهذا ما يعطيها قيمة إضافية، لكن تبرز بعض الضوابط دوماً. ارتكزت الدراسة مثلاً على المراقبة، لذا لا يمكنها أن تؤكد على وجود علاقة سببية بين العاملَين.

كذلك، أُخِذت المعلومات الغذائية مرة واحدة فقط، في بداية الدراسة، لكن يمكن أن تُغيّر المشارِكات عاداتهنّ الغذائية بدرجة كبيرة خلال فترة المتابعة الممتدة على ست سنوات.

أخيراً، اقتصرت الدراسة على النساء، لذا قد لا تنطبق نتائجها على مخاطر سرطان الثدي لدى الرجال.