ألين الحاج

السوشيال ميديا في أسبوع

جولة على سجالات الأسبوع السياسيّة في مواقع التواصل الاجتماعي شملت العناوين التالية: "توبيخ رجّي تحوّل عاصفة سياسية"، "سلام في السعودية بين الشكل والمضمون"، "إقالة كريدية: إجراء إداري ومواجهة سياسية"، "جيبلي" من موجة ترفيهية إلى معركة قانونية؟"، "وشم "كافر" على يد وزير الدفاع الأميركي"، "نهاية "بالدم" تفجّر غضباً عارماً".


توبيخ رجّي تحوّل عاصفة سياسية

من "أوّل دخولو" إلى مبنى وزارة الخارجية، فجّر الوزير يوسف رجّي موجة تفاعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديو مسرّب له وهو يقتحم "دائرة المصادقات" في الأشرفية، موجّهاً توبيخاً شديد اللهجة للموظفين على خلفية شكاوى عن تجاوزات، ليحسم الموقف بعبارة صارمة: "ولا واسطة بتمشي معي… ما بيبقى راس منكم، أنا تَيس وما بردّ ع حدا".


كلماته النارية، سرعان ما أشعلت موجة انتقادات، قادها مناصرو "التيار الوطني الحرّ"، و "المردة"، و "الثنائي الشيعي"، معتبرين أسلوبه استعراضيّاً، وأنّ هجومه على الموظفين يفتقد للدبلوماسية.


وعلّقت إحدى الناشطات المناهضات: "كان مفتّشاً في وزارة الخارجية لخمس سنوات، فلماذا لم يتحرّك إلّا عندما أصبح وزيراً؟"، ليردّ عليها أحد الناشطين "المفتّش بالوزارة عندو رئيس اسمو الوزير بيرفع التقرير عندو والوزير بيحاسب".


لكنّ الجدل لم يتوقف عند انتقاد أسلوب الوزير، بل ركّز خصومه على وصفه نفسه بـ "التَيس"، ما فتح الباب أمام سيلٍ من التعليقات الساخرة، وصلت إلى حدّ التجريح والتهكّم الحاد.


في المقابل، لم يتأخر داعمو رجّي في تحويل الهجوم إلى مكسب، معتبرين أنّ تصريحاته تعكس صلابة في مواجهة الفساد ورفضاً قاطعاً للمحسوبيات. وفي هذا السياق، علّق النائب بيار بو عاصي مؤيداً: "لبنان بحاجة لتيوس راسها صلب ومليان، مش ركيك وفارغ".


وانضمّ آخرون إلى موجة التأييد، مهاجمين "التيار الوطني الحرّ"، فكتب أحدهم: "معلومة برسم التيار: ما فعله الوزير جو رجّي في زيارته إلى قسم المصادقات كان لكشف الذلّ الذي يتعرّض له المواطنون بسبب حفنة من الفاسدين، وهو ما لم يجرؤ وزراء التيار المتعاقبون على فعله منذ 2015".


على الضفة الأخرى، عبّر مواطنون يعانون من التأخير في "مصلحة تسجيل السيارات" عن أمنيتهم بأن يحذو وزير الداخلية حذو وزير الخارجية، فيما رأى آخرون أنّ رجّي يُعيد فرض هيبة الدولة ويذكّرهم بحزم رئيس الجمهورية الشهيد بشير الجميّل عند وصوله إلى سدّة الرئاسة.


وزير الخارجية يوسف رجّي



سلام في السعودية بين الشَّكل والمضمون

إرسال المملكة العربية السعودية طائرة خاصة لنقل رئيس الحكومة نواف سلام إلى الرياض لأداء صلاة عيد الفطر، لم يكن مجرّد تفصيل بروتوكولي في العالم الافتراضي، بل شكّل نقطة جدل بين الناشطين السياسيين. فبينما رأى البعض في الخطوة إشارة إلى الدعم السعودي له، وجدها آخرون مجرّد ترتيب لوجستي، مستندين إلى أنّ رؤساء الحكومات السابقين، مثل سعد الحريري ونجيب ميقاتي، كانوا يملكون طائراتهم الخاصة.


لكن النقاش الحقيقي لم يكن حول الطائرة، بل جوهر دعوة سلام إلى المملكة وأهدافها كما خلفيّاتها. فرأى البعض أنّ الرياض أرادت وضع سلام بوضوح ضمن الإطار السعودي - الأميركي، دون إثارة توتّرات مع الرئاسة اللبنانية، وهي وجهة نظر شدّد الفريق السيادي عليها بينما حلّل آخرون أنّ السعودية تسعى لجعله صاحب القرار الفعلي في المشهد السياسي اللبناني.


في السياق، وفي منشور لها على "إكس"، وصفت الإعلامية ندى عبد الصمد الخطوة بأنها "رسالة سعودية إلى رئيس الجمهورية لأنه كَسَر سلام في ملف حاكميّة مصرف لبنان"، لكنّ تعليقها قوبل بسيل من الردود الرافضة، خصوصاً أنها محسوبة على "كلّنا إرادة"، الجهة الداعمة لسلام، كما يتردّد.


ومهما يكن، تبقى الواقعة ذات دلالة سياسية بارزة، إذ كان سلام الشخصية غير السعودية الوحيدة التي شاركت في صلاة الفطر إلى جانب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. 


رئيس الحكومة اللبنانية مع ولي العهد السعودي



إقالة كريدية: إجراء إداري ومواجهة سياسية

تحوّل قرار وزير الاتصالات شارل الحاج بإقالة المدير العام لهيئة "أوجيرو" عماد كريدية، من إجراء إداري إلى مواجهة سياسية حادّة. القرار أتى أثناء وجود كريدية في إجازة خارج البلاد، وقبل انتهاء ولايته، ما أثار تساؤلات حول التوقيت والخلفيّات، في ظل حديث عن تجاوز الآليات القانونية المعتمدة. لكنّ الوزير الحاج وفي بيان توضيحي، أكّد التزام الوزارة بـ "الشفافية ومواجهة تحريف الحقائق في قطاع الاتصالات".


إنما على مواقع التواصل، انفجرت ردود الفعل، حيث اعتبر مناصرو "تيار المستقبل" الذي ينتمي إليه كريدية، الخطوة، استهدافاً مباشراً، وكتب أحدهم: "بسيطة أستاذ عماد، موعدنا بالانتخابات النيابية، وإن شاء الله منشوفك بلائحة بيروت تحت اسم "كرامة بيروت" لأننا في زمن الكيديّة السياسية ضد المحسوبين على الشهيد رفيق الحريري".


لكنّ أصواتاً من أحزاب سيادية، مثل "القوات اللبنانية" علّقت على بيان وزير الاتصالات، فكتب أحدهم على "إكس": "ماذا لو كان كريدية شيعياً تابعاً لبري، هل كان بإمكانك فرض سنّ التقاعد عليه رغماً عن بري؟".


من جهة أخرى، اعتبر مؤيّدون للوزير الحاج أنّ القرار يشكّل "تنظيفاً للإدارة". بينما كتبت الناشطة ندين بركات رداً عن ناشط يدافع عن كريدية: "كريدية يللي مدّ "حزب اللّه" بشبكات. شي مضحك فعلاً".


في خضمّ هذا السجال، اختار كريدية الردّ عبر "إكس"، المنصة التي لطالما استخدمها للتواصل المباشر مع المواطنين وتلقّي شكاواهم، مستهلّاً منشوره بالعبارة التي وضعها رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري على مدخل السراي الحكومي: "لو دامت لغيرك لما اتصلت إليك"، ثم أضاف: "الله يرحم الرئيس رفيق الحريري، ما حدا أكبر من بلده".


المدير العام لهيئة "أوجيرو" عماد كريدية



"جيبلي" من موجة ترفيهية إلى معركة قانونية؟

في الأيام الأخيرة، اجتاحت ظاهرة تحويل الصور بأسلوب "ستوديو جيبلي" منصّات التواصل الاجتماعي، حيث استعان المستخدمون بتقنيّات الذكاء الاصطناعي لتحويل صورهم الشخصية وصور المشاهير إلى مشاهد تحاكي عالم "الأنيميشن" الشهير.


لم يتوقّف الأمر عند الجمهور العادي، بل انضمّت إليه شخصيات بارزة. سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لتطبيق "OpenAI"، شارك صورته بأسلوب "جيبلي" ممازحاً حول تحوّله إلى شخصية "أنمي"، قبل أن يطلب لاحقاً من المستخدمين "التخفيف من حدّة الحماس"، لأنّ "الفريق بحاجة إلى النوم"، في إشارة إلى الضغط الهائل على أدوات الذكاء الاصطناعي.


أما إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لمنصة "إكس"، فنشر صورة ساخرة له بالأسلوب نفسه، مضيفاً طابعاً كوميدياً على الظاهرة ليساهم في انتشارها بشكل أوسع.


لكن وسط هذا الهوس الرقمي، بدأت أسئلة قانونيّة حسّاسة تطرح نفسها، حيث ناقش خبراء في حقوق الملكية الفكرية ما إذا كان "ستوديو جيبلي" يمتلك الحقّ في اتخاذ إجراءات قانونية ضد "OpenAI" بسبب استنساخ أسلوبه الفني المميّز دون ترخيص.


قد ينتهي "الترند" الحالي، لكنّ المؤكد أننا أمام موجات جديدة من التحوّلات الرقمية، فما نشهده اليوم ليس سوى لمحة عن مستقبل يعيد فيه الذكاء الاصطناعي تشكيل المشهد البصري بطرق غير مسبوقة.


إيلون ماسك مستعيناً بـ "جيبلي"



وشم "كافر" على يد وزير الدفاع الأميركي

شهدت منصات التواصل الاجتماعي سجالاً حاداً بعد انتشار صورة تُظهر وزير الدفاع الأميركي بوشم يحمل كلمة "كافر" بالعربية. فانقسمت آراء رواد التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بين من اعتبرها دليلاً على استعلاء عسكري غربي، ومن شكّك في صحتها متّهماً جهات معيّنة بالتضليل لإثارة المشاعر ضد الولايات المتحدة.


رغم تصاعد الجدل، لم يعلّق وزير الدفاع على الاتهامات، ما زاد من حدّة التكهّنات والتأويلات. لكن بالعودة إلى السياق التاريخي، يتبيّن أنّ هذا الوشم لم يكن ظاهرة جديدة، بل يعود إلى فترة الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان، حيث كان بعض الجنود يضعونه كردّ فعل ساخر على التسمية التي أطلقتها عليهم الفصائل الإرهابية في تلك الحقبة.


المضحك في الأمر أن تطبيق "Grok" الذي استحدثه إيلون ماسك على منصة "إكس" للإجابة عن تساؤلات روّادها، عجز عن تأكيد وجود الوشم قبل أن يُهاجم من قبل المستخدمين ويقرّ بوجوده في نهاية المطاف. 


وزير الدفاع الأميركي ووشم "كافر"



نهاية "بالدم" تفجّر غضباً عارماً

رغم تألّقه في موسم رمضان بأداء قوي وحبكة متقنة أسرت المشاهدين، ومع عودة وجوه تمثيليّة مخضرمة إلى الساحة، انتهى مسلسل "بالدم" على وقع عاصفة من السخط بلغت حدّ "الخذلان"، إذ رأى الجمهور في نهايته قسوة غير مبرّرة وتجريداً للعمل من منطقه الدرامي.


الانتقادات اجتاحت مواقع التواصل بعنف، معتبرةً أنّ شخصية غالية التي ناضلت حتى الرمق الأخير كانت تستحق عدالة درامية، لا موتاً يختم رحلتها بالخيبة. وطالب عدد منهم الكاتبة ندين جابر "أن تبتعد عن الكتابة لفترة".


ومن بين التعليقات الغاضبة "إذا الواقع قاسٍ، الشاشة لازم تعطي أمل مش تزيد الغصة!". وأيضاً "بقلمك ما في إلا الموت الموت الموت!"


غير أن إحدى المتابعات علّقت بتهكّم: "منيح أنو رمضان بس 30 يوم يمكن لو أطول شوي ما ضل حدا عايش بالمسلسل".


في المقابل، برزت تعليقات خجولة مؤيّدة للعمل "نهاية منطقية دائماً الضحية يبقى ضحيّة".


وسط هذا الانفجار، نشرت كاتبة العمل ندين جابر على منصة "إكس" رسالة شكر لبطلة المسلسل ماغي بو غصن على تبنّيها قضية الإتجار بالأطفال، لكن ما لبثت التعليقات الحادة أن تدفّقت تحت منشورها.


كذلك لم يَرُق لبعض المشاهدين مشهد الفرح واجتماع العائلة حول عُرسيْن فيما "غالية" توفيت.


فهل كان من المفترض أن تنتهي القصة بمساحة أمل، أم أنّ هذا الإحساس بالمرارة هو ما أرادته الكاتبة؟


سينتيا كرم