الصين تتعهّد بـ "القتال حتى النهاية"

الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تستعر

ترامب يعطي أولوية للتفاوض مع حلفاء بلاده (رويترز)

بعد عدم رفع بكين رسومها الجمركية المضادة على البضائع الأميركية بحلول الموعد النهائي الذي حدّده الرئيس الأميركي دونالد ترامب ظهر أمس، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية إضافية على الصين بنسبة 50 في المئة، تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من منتصف ليل الثلثاء بتوقيت أميركا، ما أدّى إلى بلوغ النسبة الإجمالية للجمارك الأميركية على البضائع الصينية الـ 104 في المئة. وإذ تعهّدت بكين بأنه "إذا أصرّت الولايات المتحدة على مسارها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية"، رأى ترامب أن بكين تريد بشدّة أن تعقد صفقة مع بلاده، لكنها لا تعرف كيف تبدأها.


في سياق استعار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، اعتبرت وزارة التجارة الصينية أن "التهديد الأميركي بتصعيد الرسوم الجمركية ضدّ الصين هو خطأ فوق خطأ، ويكشف مرّة أخرى عن طبيعة الابتزاز من الجانب الأميركي"، بينما اعتبر الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير أن الصين لم تبد رغبة في العمل نحو المعاملة بالمثل في التجارة، موضحاً أن دولاً أخرى أبدت رغبتها في إيجاد مسار نحو المعاملة بالمثل.


وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، دعت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لاين، بكين، إلى ضمان التوصل إلى حلّ تفاوضي، مؤكدة ضرورة دعم نظام تجاري عادل قائم على تكافؤ الفرص. وطرح الاتحاد الأوروبي مجموعة من التدابير المضادة ردّاً على الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألمنيوم الأوروبيَّين، لكن التكتل خفف المقترحات الأولية، كما عرض على واشنطن صفقة رسوم جمركية "صفر مقابل صفر".


في هذا الإطار، أفاد البيت الأبيض بأن نحو 70 دولة تتواصل مع أميركا سعياً إلى بدء مفاوضات في شأن الحدّ من تأثير الرسوم الجمركية، موضحاً أن واشنطن ستبرم اتفاقات من هذا القبيل إذا كانت ستعود بالنفع على العمّال الأميركيين وتعالج العجز التجاري المزمن. ووجّه ترامب فريقه للعمل على "اتفاقات مصمّمة خصيصاً" لكلّ دولة. وكشف مستشار البيت الأبيض الاقتصادي كيفن هاسيت أنه "سيُقرّر الرئيس متى سيتحدّث إلى الصين إذا كان سيفعل ذلك أساساً، لكن تلقينا في الوقت الحالي تعليمات بإعطاء الأولوية لحلفائنا وشركائنا التجاريين، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما".


توازياً، كشف ترامب أنه أجرى اتصالاً مع القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية هان داك سو، موضحاً أن "تحدّثنا عن الفائض التجاري الهائل، والرسوم الجمركية، وبناء السفن، وشراء كوريا من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، والمشروع المشترك لخط أنابيب ألاسكا، والدفع مقابل الحماية العسكرية الكبيرة التي نقدّمها لكوريا الجنوبية". وأشار إلى احتمال توقيع "صفقة كبيرة" بين البلدين، فيما أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستتوجّه إلى أميركا الأسبوع المقبل لإجراء محادثات في شأن الرسوم الجمركية. وذكر البيت الأبيض أن النقاش في شأن الرسوم الجمركية على إسرائيل مستمرّ.


وفي إطار الانقسام الداخلي في إدارة ترامب حول سياسة الرسوم الجمركية، عدَّ الملياردير إيلون ماسك أن كبير مستشاري ترامب التجاريين وأحد مهندسي سياسة الرسوم الجمركية، بيتر نافارو، "أحمق" و"أكثر غباء من كيس من الطوب"، بعدما قال نافارو إن ماسك "ليس صانع سيارات"، بل مجرّد "جامع للسيارات"، معتبراً أن لماسك مصلحة شخصية في معارضة الرسوم الجمركية.


في الأثناء، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن ماسك وجّه نداءات شخصية ومباشرة إلى ترامب في شأن رفع الرسوم الجمركية. وخلال مقابلة مع نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، قال ماسك إنه يودّ رؤية "منطقة تجارة حرّة" بين أوروبا وأميركا، لافتاً إلى أنه نصح ترامب بذلك.