غايال خوري

برشلونة يعود إلى القمة… والعين على ثلاثية المجد

لا يكتفي برشلونة بالفوز هذا الموسم، بل يسير بخطى ثابتة نحو كتابة فصل جديد في تاريخه الذهبي. تحت قيادة الألماني هانسي فليك، استعاد الفريق شخصيته، ونجح في تكوين توليفة متجانسة تجمع بين الموهبة والخبرة، وبين الحماس والانضباط.


مع تصدّره للدوري الإسباني، وضمانه مقعداً في نهائي كأس الملك، واقترابه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوزه العريض على بوروسيا دورتموند (4-0)، بات حلم الثلاثية أقرب من أي وقت مضى.


الهجوم الكتالوني لا يرحم. رافينيا وروبرت ليفاندوفسكي يشكلان ثنائياً نارياً، بعدما سجّلا معاً 23 هدفاً في دوري الأبطال هذا الموسم (12 لرافينيا و11 لليفاندوفسكي). إنها المرة الأولى منذ موسم 2014-2015 التي ينجح فيها لاعبان من برشلونة في تسجيل 10 أهداف أو أكثر في نسخة واحدة من البطولة، كما فعل ميسي ونيمار حينها، في الموسم الذي تُوّج فيه الفريق بالثلاثية.


لكن الأضواء لا تقتصر على الكبار، بل تسلّط بقوة على النجم الشاب لامين يامال، الذي فرض نفسه بعمر 17 عاماً فقط. تأثيره يتجاوز الملعب ليصل إلى غرفة الملابس، وطموحه وثقته الكبيرة ينبئان بمولد أسطورة جديدة. قال مؤخراً: “نحن برشلونة. فعلناها من قبل، فلماذا لا نعيدها؟”، كلمات تختصر عقلية البطل.


برشلونة هذا الموسم لا يعتمد فقط على جمال الأداء، بل يمتلك صلابة وذكاءً تكتيكياً لافتاً. فوزه الصعب على ليغانيس بهدف دون رد أثبت أنه قادر على حسم المباريات في أصعب الظروف، سواء كانت كبيرة أم صغيرة.


وبسجل خالٍ من الهزائم في آخر 23 مباراة، و21 مواجهة سجّل فيها أربعة أهداف أو أكثر، إلى جانب امتلاكه لأقوى حصيلة تهديفية في دوري الأبطال هذا الموسم، تؤكد الأرقام أن برشلونة لا يكتفي بالمنافسة… بل يفرض هيمنته بقوة.


المدرب هانسي فليك أعاد إشعال روح الانتصار في فريق يعرف جيداً طريق البطولات. ومع اقتراب نهاية الموسم، يبدو أن برشلونة لا يسعى فقط لحصد الألقاب، بل لكتابة فصل جديد من المجد… ومطاردة ثلاثية ثالثة تليق بعظمته.