عقوبات أوروبّية وبريطانية جديدة على طهران

روما تحتضن جولة ثانية من المحادثات الأميركية - الإيرانية

سلطنة عُمان مستمرّة في الوساطة بين واشنطن وطهران (رويترز)

أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أمس أنه من المقرّر أن تحتضن روما الجولة الثانية من المحادثات النووية بين أميركا وإيران السبت، بعدما أكدت الدولتان أنهما أجرتا محادثات "إيجابية" و"بناءة" في سلطنة عُمان السبت الماضي، واتفقتا على استئنافها هذا الأسبوع. وأوضح تاياني أنه "تلقينا طلباً من الطرفين المعنيَّين ومن سلطنة عُمان التي تلعب دور الوسيط، وكان ردّنا بالإيجاب"، في وقت حذر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال استقباله الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلة في المكتب البيضوي، من أنه "على إيران أن تتخلّى عن حلم امتلاك السلاح النووي، وإلّا فستواجه ردّاً قاسياً"، رافضاً استبعاد توجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية.


في الغضون، كشفت الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي يقود الوفد الإيراني في المفاوضات مع أميركا، سيزور روسيا خلال هذا الأسبوع لإجراء محادثات قبل الجولة الثانية من المحادثات الأميركية - الإيرانية لمناقشة محادثات مسقط، في إطار مساع دبلوماسية روسية لحلّ الخلاف النووي بين طهران والغرب سلمياً.


توازياً، شدّدت طهران على أن المحادثات مع واشنطن ستظلّ "غير مباشرة" بواسطة عُمانية، نظراً لاستمرار أميركا في اتباع نهج "التسلّط" والتهديد، مؤكدة أن مطلب إيران الأساسي هو رفع العقوبات المفروضة عليها، فيما كشف نائب وزير الخارجية كاظم غريب أبادي أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي سيزور إيران غداً.


في هذا الإطار، أوضح الدبلوماسي الإيراني السابق حسين علي زاده أن الملف الإيراني مهمّ بالنسبة إلى روسيا، لأنها لا تريد أن تخسر نظام الملالي كونها تجني أرباحاً كبيرة من إيران، كما تسعى إلى ردّ الجميل لطهران التي دعمتها في غزوها لأوكرانيا. وذكر أن روسيا تريد أن تدفع أميركا نحو شيء من المرونة في مفاوضات روما، لأنها ستكون جوهرية وليست شكلية كما كانت الجولة الأولى.


إلى ذلك، أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وأعضاء حكومته، خلال اجتماع لهم مساء الأحد، عن شكرهم للمرشد الأعلى علي خامنئي، لمنحه الإذن ببدء المفاوضات "غير المباشرة" مع أميركا، في حين اعتبر ممثل خامنئي في "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" علي محمدي‌ سيرت أنه إذا تعامل الأميركيون خلال المفاوضات بـ "عقلانية ومنطق"، فقد تتمكّن طهران من التوصّل إلى نتائج جيّدة.


في السياق، شدّد البرلماني الإيراني مرتضى محمودي على أن المفاوضات مع أميركا بدأت بناءً على "إجماع النظام بأكمله والمسؤولين الكبار في إيران وبإذن من خامنئي"، وهي مستمرّة في التقدّم، مشيراً إلى أن "نقطة أمل الغربيين تكمن في خلق انقسام بين مسؤولي النظام". وأوضح أنه "إذا نجح العدو في تحقيق هدفه بإثارة انعدام الثقة بين الشعب والمسؤولين، فإن قضية الأسلحة والقوّة العسكرية والنووية ستصبح هامشية، لذلك، يجب علينا جميعاً دعم المفاوضين".


وبينما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستتابع عن كثب وتظلّ يقظة في شأن المحادثات الأميركية - الإيرانية لضمان توافقها مع المصالح الأوروبّية، أقرّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقوبات على سبعة أفراد وكيانين إيرانيَّين بسبب اعتقال ملالي طهران رعايا من دول الاتحاد، الأمر الذي وصفوه بـ "احتجاز الرهائن بدعم حكومي". وشملت لائحة للعقوبات اطّلعت عليها وكالة "رويترز"، مدير سجن إيفين في طهران وعدداً من القضاة ومسؤولي إنفاذ القانون. كما أن السجن الرئيسي في مدينة شيراز هو أحد الكيانين المفروض عليهما عقوبات.


بدورها، فرضت بريطانيا عقوبات على المنظمة المعروفة باسم "فوكستروت نتورك"، التي وصفتها بـ "منظمة إجرامية" مقرّها السويد، وعلى زعيمها راوة ماجد، مشيرة إلى دور المنظمة في هجمات على أهداف إسرائيلية ويهودية في أنحاء أوروبا نيابة عن النظام الإيراني. وتأتي الخطوة بعد شهر من فرض أميركا عقوبات على "فوكستروت نتورك" وماجد.