تحدّث وزير الداخلية السوري أنس حسان خطاب عن أن قوى الأمن السوري نجحت في القضاء على "مشروع انقلاب" جرى التحضير له على يد مجموعة من ضباط نظام بشار الأسد البائِد، في إشارة إلى الأحداث التي جرت في الساحل السوري الشهر الماضي، واصفاً المشروع بأنه "أصبح من الماضي بجهود قواتنا وشعبنا". وأوضح أن وزارته شرعت في تحديث المعلومات بالتنسيق مع الجهات المختصة، والاطّلاع على ما جرى إنجازه بالتعاون مع وزارة الدفاع.
وفي إطار ملاحقة المسؤولين في النظام البائِد، والمتورطين في انتهاكات ضدّ المدنيين، أعلنت الداخلية السورية القبض على الرئيس السابق لقسم التحقيق في سجن صيدنايا والرئيس السابق لفرع التحقيق في إدارة المخابرات الجوّية العميد المتقاعد سالم داغستاني، موضحة أن الأخير متورّط في ارتكاب جرائم حرب وجرى تحويله إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه، حسب وكالة "سانا"، بينما كشف "المرصد السوري" أن داغستاني، الذي اعتقل بعملية أمنية في اللاذقية، يمتلك الجنسية الروسية، موضحاً أنه كان له دور في ملف المصالحات بين النظام السابق وفصائل المعارضة، ولا سيّما في ريف دمشق.
في الغضون، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن القوات الإسرائيلية باقية في المناطق العازلة في لبنان وسوريا وقطاع غزة إلى أجل غير مسمّى، جازماً بأنه "على عكس ما حدث في الماضي، لن يُخلي الجيش الإسرائيلي المناطق التي جرى تطهيرها والاستيلاء عليها". وشدّد على أن الجيش الإسرائيلي "سيبقى في المناطق الأمنية عازلاً بين العدو والتجمّعات السكنية في أي موقف موَقت أو دائم في غزة، كما في لبنان وسوريا".
وبعدما شهد الأسبوع الماضي لقاءات "تقنية" بين وفدين تركي وإسرائيلي، لبحث تخفيف التوتر بين الجانبين، ومنع أي احتكاكات فوق الأراضي السورية، كشف مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "معاريف" أن الاتصالات مستمرّة بين الطرفين، مؤكدين أهمية تعزيز الآلية التي من شأنها منع الصراع الذي لا يرغب فيه أي من الطرفين. وشدّد أحد المسؤولين على أن "إسرائيل لا تنتظر أحداً، فالهجمات في سوريا تحدث يومياً، ولن تسمح للسلطات السورية الجديدة باكتساب القوّة وتأسيس جيش".
إلى ذلك، أفاد مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز" بأن الجيش الأميركي يستعدّ لدمج قواته في سوريا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، في خطوة قد تُقلّص عددها إلى 1000 تقريباً، وفق أحد المسؤولين. وفيما أكد مسؤول أميركي آخر خطة التخفيض، أوضح أنه لا يوجد يقين في شأن الأعداد وكان متشكّكاً إزاء تخفيض بهذا الحجم، في وقت تتفاوض فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب مع إيران وتحشد قواتها في المنطقة. وللجيش الأميركي نحو 2000 جندي في سوريا موزعين على عدد من القواعد، معظمها في الشمال الشرقي.
اقتصادياً، ذكرت وزارة الخارجية السورية أن أعضاء من الحكومة السورية ووفداً من البنك الدولي ناقشوا في دمشق سبل دعم التعافي الاقتصادي السوري. وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت السبت الفائت بأن مسؤولين سوريين يعتزمون حضور اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليَّيْن في واشنطن هذا الشهر، وهي أوّل زيارة من نوعها منذ عقدين على الأقلّ.
دبلوماسياً، اعتبر وزير الخارجية الكويتي عبدالله علي اليحيا خلال مشاركته في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي مع دول آسيا الوسطى المنعقد في الكويت، أن الساحة السورية تشهد تطورات إيجابية، مؤكداً استمرار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والإستقرار والحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وشدّد على أن دول مجلس التعاون تواصل دعم سوريا على كافة الأصعدة.