خامنئي يتسلّم رسالة من الملك السعودي ويبعث بواحدة إلى بوتين

وزير الدفاع السعودي خلال تسليمه خامنئي رسالة من العاهل السعودي (رويترز)

بعدما أرجح الإيرانيون موقع جولة المفاوضات الأميركية - الإيرانية المقبلة المقرّر إجراؤها غداً السبت، بين روما ومسقط خلال هذا الأسبوع، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن مهمّة استضافة وتحديد مكان المفاوضات تقع على عاتق سلطنة عُمان التي تلعب دور الوسيط، مشيراً إلى أنه "نحن في انتظار قرار العُمانيين لإبلاغنا بمكان انعقاد الجولة المقبلة من المفاوضات". ولاحقاً، حسمت الخارجية العُمانية أن الجولة الثانية من المحادثات ستُعقد في روما.



ولدى وصوله إلى موسكو، تحدّث عراقجي عن أن "هناك أهدافاً متعدّدة لهذه الزيارة، فقد كانت مقرّرة مسبقاً بغرض تسليم رسالة خطية من سماحة قائد الثورة (علي خامنئي) إلى الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، وتزامنت مع المفاوضات غير المباشرة الجارية"، موضحاً أنه "من الطبيعي أن تتناول الرسالة التحوّلات الدولية والإقليمية المهمّة، إضافة إلى القضايا الثنائية بين البلدين". وأشار إلى أنه "لقد اعتدنا دائماً على إجراء مشاورات وثيقة مع روسيا حول الملف النووي"، لافتاً إلى أنه "سنتطرّق في هذه الزيارة إلى قضايا منطقة غرب آسيا، واستمرار الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، والتهديدات القائمة في المنطقة، وكذلك مسألة أوكرانيا".



وفي وقت تتخوّف فيه الدول الإقليمية من ضربة عسكرية محتملة على إيران قد تزعزع الاستقرار في المنطقة، وفيما تؤدّي الرياض أدواراً دبلوماسية إيجابية لتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين وإحلال السلام حول العالم، زار وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إيران على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، تلبية لدعوة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء محمد باقري، حيث التقى مع مسؤولين إيرانيين، على رأسهم خامنئي، الذي سلّمه رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وأعرب الوزير السعودي عن نيّة الرياض في توسيع العلاقات الثنائية مع طهران، معتبراً أن "العلاقات الحسنة ورفع مستوى التعاون في مختلف المجالات سيؤدي إلى نتائج إيجابية للبلدين والمنطقة".



واعتبر خامنئي أن "التواصل بين السعودية وإيران سيكون مفيداً لكلا البلدين، وبوسعهما أن يكمّل أحدهما الآخر"، مشدّداً على أن توسيع العلاقات بين البلدين له أعداؤه ويجب التغلّب على هذه الدوافع العدائية ونحن جاهزون في هذا الخصوص". كما التقى الأمير خالد بن سلمان بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، واستعرضا العلاقات السعودية - الإيرانية وسبل تعزيزها، كما ناقشا تطوّرات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.


ووجّه الوزير السعودي دعوة رسمية إلى باقري، الذي التقاه، لزيارة الرياض. ووصف باقري علاقات بلاده مع الرياض بأنها تشهد "نمواً وتطوراً" منذ توقيع الاتفاق بين البلدين برعاية صينية في آذار 2023، معتبراً أنه "يمكن لطهران والرياض أن تلعبا دوراً مهمّاً في ضمان الأمن الإقليمي"، وأبدى استعداد بلاده لتوسيع العلاقات الدفاعية مع المملكة.



في السياق، أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" بأنه خلال زيارة بن سلمان لطهران، رافقه سفير السعودية في اليمن محمد بن سعيد آل جابر، في حين أوضح المحلّل السعودي علي الشهابي للصحيفة أن زيارة بن سلمان "تبعث برسالة واضحة إلى طهران بأن الرياض لن تلعب أي دور في أي هجوم على إيران"، مؤكداً أن السعودية تدعم جهود ترامب لإيجاد حلّ دبلوماسي للأزمة النووية ولا ترغب في الحرب.



توازياً، شدّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في طهران، على أن للوكالة دوراً محورياً في المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول الملف النووي، موضحاً أنه على تواصل مع المفاوض الأميركي للتأكد من كيفية قيام الوكالة بدور "الجسر" بين الطرفين، بما يُسهم في التوصل إلى "نتيجة إيجابية في المفاوضات". وأكد ضرورة أن يكون أي اتفاق "موثوقاً" عبر إنشاء عملية مراقبة وتحقق من قِبل الوكالة، بينما أفادت بعض التقارير بأنه جرى توجيه دعوة إلى غروسي للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات.



وكشف غروسي لوكالة "بلومبرغ" أن المفاوضات الأميركية - الإيرانية وصلت إلى "مرحلة حساسة للغاية"، وأن الجانبين لديهما فرصة محدودة لحلّ المأزق الطويل الأمد في شأن البرنامج النووي لطهران، موضحاً أن "هناك احتمالاً لتحقيق نتيجة إيجابية، لكن لا يوجد شيء مضمون". وفي مقابلة مع الإذاعة والتلفزيون الإيراني، اعتبر غروسي أن التهديدات باستهداف المنشآت النووية الإيرانية "غير مقبولة"، إذ إن هذا النوع من الهجمات يضاعف المشكلات وسيكون له تداعيات جادة على البيئة.



في المقابل، أشار إسلامي إلى أنه "توقعنا الدائم من الوكالة هو الالتزام بالحياد والتصرّف بمهنية"، مطالباً غروسي بتجنب استخدام عبارات في تقاريره "قد تُستغلّ من قِبل أعداء إيران والتيارات الإعلامية المدمّرة". وبعد لقائه مع غروسي الأربعاء، وصف عراقجي أمس المحادثات مع الأخير بأنها كانت بنّاءة، معتبراً أن الوكالة قد تلعب خلال الأشهر المقبلة دوراً حاسماً في تسوية الملف النووي الإيراني بشكل سلمي. وأكد أن إيران تثق بأن غروسي سيحافظ على الموضوعية وسيُبقي عمل الوكالة بعيداً من التسييس، بل سيُركّز على التفاصيل التقنية.



إسرائيلياً، أوضح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه كما صرّح الأخير مراراً، "لن تسمح إسرائيل لإيران بامتلاك أسلحة نووية"، في وقت يتعرّض فيه نتنياهو لانتقادات حادة من قادة إسرائيليين معارضين اعتبروا أنه تقاعس عن شن ضربات ضدّ إيران.

من جهة أخرى، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات جديدة تستهدف "بنك اليمن الدولي" ومسؤولين كبار فيه، متهمة البنك بتقديم دعم مالي لميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران.