إسرائيل تواصل توسيع توغلاتها وإخلاء الغزيين

"حماس" تتوعّد نتنياهو بـ "دفع ثمن الإبادة"

طفل يتفقد آثار قصف إسرائيلي على خيمة في خان يونس أمس (رويترز)

بعدما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء أن بلاده ستواصل منع تدفق المساعدات إلى قطاع غزة بهدف الضغط على حركة "حماس" للتوصل إلى اتفاق جديد يقضي بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، اعتبرت "حماس" أن "تصريحات وزير الحرب الصهيوني إقرار علني بارتكاب جريمة حرب"، مشيرة إلى أنه "من المؤسف أن تمرّ تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في شأن المساعدات لغزة من دون اتخاذ موقف من المجتمع الدولي"، في وقت كشفت فيه وكالة "الأونروا" أنه لم تدخل مساعدات إلى غزة منذ مطلع الشهر الماضي، موضحة أن حوالى 70 في المئة من القطاع خاضع لأوامر تهجير.



في السياق، اعتبر رئيس "حماس" في الضفة الغربية زاهر جبارين أن "الضغط العسكري في غزة أدّى إلى قتل مزيد من الأسرى الإسرائيليين"، مشيراً إلى أن "قرار نتنياهو بالعودة للحرب يترك أسراه في القتل جوعاً أو قصفاً". وأبدى حرص الحركة على "وقف العدوان وإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة"، متوعّداً بأن "نتنياهو سيدفع ثمن الإبادة التي يُنفذها ضدّ شعبنا".



ومع تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، حذّرت 12 منظمة غير حكومية رئيسية في بيان مشترك من أن نظام المساعدات الإنسانية المخصّص لغزة "مهدّد بالانهيار التام" بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات، مؤكدة أنها تواجه "واحدة من أسوأ الإخفاقات في المجال الإنساني في عصرنا". كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن العاملين في مجال المساعدات الإنسانية ما زالوا يواجهون صعوبات في أداء مهامهم، وأن السلطات الإسرائيلية سمحت فقط بمرور إثنتين من عمليات المساعدات الإنسانية من أصل ستّ كان مخطّطاً لها الأربعاء.



توازياً، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه اغتال قائد شبكة تهريب أسلحة في "حماس" يُدعى يحيى فتحي عبد القادر أبو شعر في غارة على خان يونس الثلثاء، والعنصر البارز في حركة "الجهاد الإسلامي" مازن إبراهيم محفوظ فرح في غارة على خان يونس أيضاً الأسبوع الماضي. وذكر أن سلاح الجو هاجم بين الثلثاء والأربعاء "حوالى 110 أهداف إرهابية في أنحاء قطاع غزة"، مشيراً إلى أن لواء غولاني يواصل تنفيذ نشاطه العملياتي في "ممرّ موراغ" في منطقة رفح في جنوب القطاع، في وقت أفادت فيه قناة "الجزيرة" بمقتل 32 فلسطينياًُ، من بينهم 23 في مدينة غزة ومناطق أخرى شمال القطاع، من جرّاء القصف الإسرائيلي أمس، مع مواصلة القوات الإسرائيلية توسيع توغلاتها وإخلاء السكان من مناطقهم.



دبلوماسياً، كشفت الخارجية البريطانية أن وزير الخارجية ديفيد لامي التقى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر خلال زيارة غير معلنة قام بها الأخير إلى لندن الثلثاء، واصفة الزيارة بأنها "خاصة"، لكنها أوضحت أن لامي ناقش مع ساعر عدة ملفات، من بينها المفاوضات الجارية في شأن الرهائن وحماية عمال الإغاثة والحاجة إلى إنهاء الحصار الإنساني على غزة، ووقف التوسّع الاستيطاني في الضفة الغربية، إضافة إلى الملف النووي الإيراني، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن النيابة العامة البريطانية رفضت إصدار مذكرة اعتقال ضدّ ساعر، بعدما تقدّم نشطاء بطلب رسمي لإصدار مذكرة اعتقال بحقه، متهمين إياه بالتواطؤ في ارتكاب جرائم حرب.



إلى ذلك، أكدت الصين وماليزيا، في بيان مشترك صدر في ختام زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى ماليزيا، أن قطاع غزة "جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين"، داعيتين إلى تنفيذ كامل وفعّال لاتفاق لوقف إطلاق النار، في حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رعايا روس كانوا محتجزين في غزة، معتبراً أن العلاقات طويلة الأمد بين موسكو والفلسطينيين ساعدت في ضمان حرّيتهم. وتوجّه بالشكر لـ "حماس" وجناحها السياسي "على اللفتة التي قدمت لنا بهذا العمل الإنساني".



أمّا على صعيد الضفة الغربية، فأفادت وزارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية بأن "1651 مستوطناً ومتطرّفاً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك خلال الفترة الصباحية" في خامس أيام عيد الفصح اليهودي. وذكرت مصادر لـ "الجزيرة" أن القوات الإسرائيلية أطلقت طلقات نارية تحذيرية لمنع اقتراب فلسطينيين من موقع اقتحام مستوطنين في برك سليمان في بيت لحم.