استدعت "مقصّرين" في قضية انفجار بندر عباس

طهران تنتقد "وقاحة" نتنياهو وترفض شروطه

علييف مستقبلاً بزشكيان في باكو أمس (رويترز)

رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس الدعوات التي وجّهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، إلى تفكيك برنامج طهران النووي بشكل كامل، محذراً من أن أي ضربة إسرائيلية تستهدف البرنامج ستكون لها تبعات خطرة وستواجَه بردّ فوري. ورأى أن إسرائيل تعيش "وهم بأنها تستطيع أن تملي على إيران ما يجوز لها فعله أو عدم فعله"، منتقداً "وقاحة نتنياهو في محاولته الآن فرض ما يمكن للرئيس الأميركي دونالد ترامب فعله أو الامتناع عنه في مسعاه الدبلوماسي مع إيران"، في حين تساءل مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، الأميرال علي شمخاني: "هل تصدر هذه التهديدات بالتنسيق مع ترامب للتأثير على المفاوضات الأميركية - الإيرانية؟".


وبينما من المقرّر عقد جولة رابعة من المفاوضات السبت، كشفت الخارجية الإيرانية أن فريقاً فنياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل إلى البلاد لإجراء محادثات مع خبراء نوويين إيرانيين، "بما في ذلك في شأن الضمانات"، فيما استبعدت حدوث لقاء خلال جولة المفاوضات المقبلة على مستوى أعلى من عراقجي ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف بواسطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي. وأبدت الخارجية الفرنسية لقناة "العربية" انفتاح "الترويكا الأوروبّية" (فرنسا، بريطانيا وألمانيا) على المشاركة في المفاوضات مع إيران، بينما أكدت وكالة "رويترز" أن إيران اقترحت اجتماعاً مع "الترويكا الأوروبية" يوم الجمعة المقبل، إلا أن الأوروبّيين لم يردوا على الاقتراح حتى الآن.


توازياً، اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مراسم افتتاح المعرض السابع لقدرات إيران التصديرية (إيران إكسبو 2025)، أن بلاده منصّة مناسبة للاستثمار والتجارة، معرباً عن الترحيب بالمستثمرين الأجانب ورجال الأعمال الدوليين للمشاركة في الأنشطة الاقتصادية والاستثمار في إيران. وقام بزشكيان بزيارة نادرة إلى باكو، حيث أجرى مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف عقب مراسم توقيع اتفاقات تعاون بين البلدين، عبّر خلاله عن نيّته في اتخاذ المزيد من الخطوات نحو تنمية العلاقات بين الدولتين، فيما أشار علييف إلى أن "توقيع وثائق مهمّة بين الجانبين يعكس إرادة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية".


إلى ذلك، تلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفياً من عراقجي، جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات المحادثات الأميركية - الإيرانية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، حسب وكالة "واس"، في وقت أعرب فيه بن فرحان عن أسفه للانفجار الذي وقع السبت الفائت في ميناء "الشهيد رجائي" في مدينة بندر عباس الإيرانية، مقدّماً تعازي بلاده ومواساتها إلى أسر الضحايا وحكومة وشعب إيران، حسب وكالة "مهر" الإيرانية. ووصل بن فرحان إلى مسقط في زيارة رسمية إلى سلطنة عُمان، حيث كان في استقباله البوسعيدي.


وبعدما تضاربت الروايات حول سبب الانفجار في بندر عباس، كشف وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني أنه جرى استدعاء "بعض المقصّرين" في قضية الانفجار خلال جلسة لجنة إدارة الأزمات، موضحاً أنه "جرى تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب هذا الحادث، وتبيّن وجود تقصير مثل عدم الالتزام بتدابير الدفاع المدني والمعايير الأمنية". وذكرت تقارير إعلامية أن عدد قتلى الانفجار ارتفع إلى 70 شخصاً، فيما زعمت الجمارك الإيرانية بأن الشحنة المستوردة التي تعرّضت للانفجار والحريق في الميناء لم تكن تحت إدارة الجمارك. وأفادت منظمة الإطفاء في بندر عباس بأن 90 في المئة من حريق الميناء جرى إخماده، متوقعةً إعلان انتهاء العمليات قريباً.


وفيما كشفت تقارير صحافية عديدة في اليومين الماضيَين أن ميناء "الشهيد رجائي" تلقى الشهر الماضي شحنة من مادة كيماوية تستخدم كوقود للصواريخ الباليستية عبر سفينتين من الصين، أكدت وكالة "فارس" الإيرانية أن التحقيق الأولي في الانفجار يثبت وجود مواد خطرة استوردها القطاع الخاص وجرى تخزينها بطريقة خاطئة في الحاويات. واعتبرت صحيفة "صبح نو" الإيرانية، المقرّبة من رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، أن "إثارة أزمة مصطنعة لتعطيل أجواء المفاوضات والانتقام من النجاحات الدبلوماسية الأخيرة لإيران يمكن أن تكون أسباباً قوية لعملية تخريب محتملة"، لكن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لسنا على علم بأي علاقة لنا بالانفجار المميت في ميناء رجائي".


في الأثناء، كشف رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات الإيراني بهزاد أكبري أن طهران أحبطت "واحد من أكثر الهجمات الإلكترونية اتساعاً وتعقيداً على البنية التحتية للبلاد، وجرى اتخاذ إجراءات وقائية"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.


على صعيد آخر، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاث سفن وأصحابها لنقلهم منتجات النفط والغاز إلى ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، مؤكدة أنها "ستواصل استخدام أدواتها وسلطاتها لاستهداف من يسعون إلى تمكين الحوثيين من استغلال الشعب اليمني ومواصلة حملتهم العنيفة" على حركة الشحن، بينما توعّد الحوثيون باستكمال هجماتهم في البحر الأحمر وبحر العرب.


وجاءت العقوبات بعد ساعات من إفادة قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين بأن غارة يشتبه في أنها أميركية أسفرت عن مقتل 68 شخصاً في مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في صعدة، فيما ذكرت القيادة المركزية الأميركية الأحد أن الجيش الأميركي ضرب أكثر من 800 هدف للحوثيين منذ منتصف الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادتهم، فضلاً عن تدمير منشآت للقيادة والتحكّم وأنظمة دفاع جوي ومنشآت تصنيع أسلحة ومواقع تخزين أسلحة متطورة تابعة للميليشيا. واستكملت أميركا ضرب مواقع الحوثيين أمس.