تتهيأ الفرق الأربعة المتأهلة إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لخوض المعركة الأخيرة قبل بلوغ الحلم الكبير في ميونخ. صراع لا يعرف أنصاف الحلول، يجمع بين باريس سان جيرمان وأرسنال من جهة، وإنتر ميلان وبرشلونة من جهة أخرى، في ليالي الإياب الحاسمة حيث يُكتب المجد بالعزيمة والإصرار.
باريس سان جيرمان – أرسنال
على أرضية ملعب "حديقة الأمراء"، يدخل باريس سان جيرمان موقعة الإياب منتشياً بفوز ثمين ذهاباً بهدف دون رد، ومتسلحاً بجماهيره العاتية التي تضخّ الحماس في أوصال الفريق. رجال لويس إنريكي يُثبتون هذا الموسم أنهم من كبار القارة، بإحصائيات لافتة: 31 هدفاً في 15 مباراة، واستحواذ بنسبة 63 %، وانتصار في 51 % من الصراعات البدنية. ومع مدرب يعرف طريق البطولات، تبدو كفة الباريسيين أرجح.
لكن أرسنال بقيادة ميكيل أرتيتا يدخل المواجهة كمن لا يملك شيئاً ليخسره. الفريق اللندني يعيش عطشاً للبطولات، خاصة بعد تعثره محلياً وخسارته سباق البريميرليغ. والآن، لم يتبقَّ له سوى الحلم الأوروبي. قد يتحول الضغط الصفري إلى قوة ضاربة، تجعله خصماً شرساً يصعب احتواؤه. ويُذكر أن باريس خسر على أرضه مرتين هذا الموسم، إحداهما أمام ليفربول… فهل تكون الثالثة "ثابتة" وتفتح أبواب المجد للمدفعجية؟
إنتر ميلان – برشلونة
في "جوزيبي مياتزا"، تُقام واحدة من أكثر مواجهات الموسم ترقّباً. تعادلٌ مثير 3-3 ذهاباً أشعل فتيل المعركة. إنتر ميلان، رغم تراجعه المحلي، كشف عن وجهه الأوروبي الحقيقي، متحصناً بدفاع صلب وهجمات مرتدة قاتلة. وعلى أرضه، لم تهتز شباكه سوى ثلاث مرات في آخر ست مباريات.
في المقابل، يدخل برشلونة اللقاء وعينه على الثلاثية التاريخية. الفريق حسم كأس الملك، ويتصدر الليغا بفارق أربع نقاط، ويستعيد هدافه ليفاندوفسكي في توقيت مثالي. بقيادة هانسي فليك، مهندس سداسية بايرن الشهيرة عام 2020، يبدو برشلونة ناضجاً وجاهزاً لاستعادة المجد الأوروبي الغائب منذ عقد من الزمن.
الصراع المرتقب عنوانه: هجوم كاسح في مواجهة دفاعات فولاذية. فهل تصمد تحصينات النيراتزوري؟ أم ينجح البلوغرانا في اختراقها وانتزاع بطاقة ميونخ؟