Scary Stories to Tell in the Dark...
لا تشاهده إن كنت لا تحبّ الرعب!

تدور أحداث Scary Stories to Tell in the Dark (قصص مخيفة تُحكى في الظلام) في أواخر العام 1968، مع أن الفترات الزمنية القديمة تُستعمَل في معظم الحالات لتصوير شخصيات تحاول التهرب من الخدمة العسكرية الإجبارية. يظهر ريتشارد نيكسون بشكلٍ متكرر في مقتطفات متقطّعة، وتبدي الشخصيات تعليقات فارغة عنه. لكن ما المغزى من ذكر انتخاب نيكسون كخلفية للقصة أو مُوجّه للأحداث؟ ربما تبرز نقاط تشابه مع المناخ السياسي الراهن أو بعض التعليقات عن نهاية عصر البراءة الأميركية، لكن يصعب أن يفهم المشاهدون المعنى الضمني المقصود.

يتمحور Scary Stories حول أربعة أصدقاء تجمعهم "ستيلا نيكولز" التي تبدو فتاة منغلقة على نفسها ومهووسة بالدرس وتطمح بكل خجل إلى أن تصبح كاتبة، لكنها تخاف من أي خطوة يمكن أن تزعج والدها الأعزب والمضطرب عاطفياً. تمضي "ستيلا" وقتها مع "تشاك"، الشاب الحيوي المغرور، و"أوغي"، الفتى الأخرق الغريب الذي لا يجد من يفهمه.

فيما يهرب الأصدقاء الثلاثة من "تومي" الذي يتنمر عليهم في المدرسة، يقابلون "رامون" القادم من خارج البلدة لأسباب مجهولة في البداية. يتبادل "رامون" و"ستيلا" الاهتمام، وسرعان ما يصبح "رامون" رابع عنصر من مربع الأصدقاء.

تشكّل ليلة الهالووين فرصة مثالية كي يستكشف الرباعي الغريب قصراً يُقال إنه مسكون. وفق الشائعات، احتجزت العائلة التي كانت تقيم هناك ابنتها في غرفة سرية. كانت "سارة بيلوز" كاتبة مثل "ستيلا"، وقيل إنها ارتكبت مجموعة من جرائم قتل الأطفال في أواخر القرن التاسع عشر. ربما أراد الشبان الذين قصدوا المنزل بحثاً عن "سارة" استكشاف قصة مثيرة للفضول، لكنها ستكون آخر قصة يسمعونها!



باختصار، تواجه "ستيلا" ورفاقها تلك الأسطورة وجهاً لوجه حين يكتشفون كتاب القصص الذي كتبته "سارة" بخط يدها. في صفحات الكتاب الفارغة، تكتب حكايات جديدة نفسها بنفسها بالدم أمام أنظار "ستيلا" مباشرةً. الأسوأ من ذلك هو أن كل قصة تشمل شخصاً تعرفه "ستيلا". سرعان ما تبدو الحقيقة غريبة بقدر الخيال، عندما تتحقق القصص على أرض الواقع، فيصبح الناس في أنحاء البلدة ضحايا حكايات مريعة.

يتعلق انتقاد حتمي بتعدد الأسماء التي شاركت في تطوير القصة. أعدّ جون أوغست مسودة عن السيناريو، وحضّر ماركوس دانستان وباتريك ميلتون مسودة أخرى. كذلك، يَرِد اسم المنتج غيليرمو ديل تورو إلى جانب داستان وميلتون باعتباره مشارِكاً في القصة أيضاً، بينما تُنسَب كتابة السيناريو رسمياً إلى دان وكيفن هاغمان.

يمكن رصد هذا التشابك في بعض العلاقات الشائبة. يؤدي دين نوريس دور والد "ستيلا" في لحظات متقطعة، ولا يظهر أي ثقل عاطفي حقيقي إلا في مشهد واحد. أما جيل بيلوز، فيلعب دور شرطي بلا اسم ويهدف بكل بساطة إلى خلق خصومة مع "رامون"، لكنها لا تتطور بالإيقاع المناسب. تتعدد المحاور والإضافات المبنية على أفكار عميقة، لكنها مطروحة بأسلوب سطحي لا يُعبّر عن مغزاها الحقيقي.

من الناحية الإيجابية، لا بد من الإشادة بجاذبية الممثلين المشاركين في الفيلم. تبدو زوي كوليتي مؤثرة جداً بدور "ستيلا"، بطريقة تفطر القلب أحياناً! لكن تحتل حبكات فرعية قاتمة مساحة كبيرة من العمل، وهو جانب إيجابي أو سلبي، بحسب أذواق المشاهدين. وبفضل أداء كوليتي التي تكبت اضطراباتها الداخلية قبل أن تطلق العنان لها بطريقة مبهرة، يرتفع مستوى الدراما في الفيلم.

وراء النهاية المفتوحة، تكثر الأفكار التي لم يستكشفها الفيلم بعد، لا سيما في الكتب والصداقة القائمة بين الأبطال الأربعة، وهذا ما يُمهّد لصدور جزء قوي آخر. في ما يخص هذا الجزء، يحقق Scary Stories to Tell in the Dark أهدافه ويصل إلى خط النهاية بكل أمان، بناءً على حس إبداعي مريب. تتعدد الإخفاقات طبعاً بسبب البطء في عرض القصص الجانبية، كما أن الأفكار المألوفة تُضعِف جوهر العمل أحياناً. لكن نظراً إلى تشابك جميع الشخصيات والحبكات، يمكن اعتبار الفيلم ناجحاً بالنسبة إلى محبّي أفلام الرعب عموماً، أو على الأقل مواليد القرن الواحد والعشرين كونهم يتوقون إلى استكشاف أفلام رعب مناسبة لعمر الثالثة عشرة وما فوق.