نظّم تجمع الشركات اللبنانية بالشراكة مع الهيئات الاقتصادية ندوة حول حوكمة الشركات العائليّة في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان. تحدّث فيها الخبير الإقليمي في شؤون الشركات العائلية المحامي وليد شنيارة، في حضور مجلس إدارة التجمع برئاسة باسم البواب وأعضاء التجمع وحشد كبير من أصحاب الشركات العائلية اللبنانية والشركاء فيها وبعض الأكاديميين والمهتمين بموضوع الشركات العائلية.
البواب
بداية، تحدّث البواب فتطرّق إلى أهمية حوكمة الشركات العائلية البالغة الأهمية في عالم الأعمال، وهو موضوع ندوتنا مع الخبير في شؤون الشركات العائلية المحامي وليد شنيارة ، إلا "أنّ أهميته تتضاعف في لبنان، كون الشركات العائلية تشكل الأغلبية الساحقة من الشركات اللبنانية، وهي ركيزة أساسية في اقتصادنا الوطني وفي تحقيق الازدهار الإقتصادي والاستقرار الاجتماعي، وهي بالفعل ساهمت على مدى عقود من الزمن في قيادة النمو الاقتصادي والحفاظ على تفوق لبنان في الكثير من المجالات فضلاً عن خلق أعداد كبيرة من فرص العمل، مؤكّداً أن ما يهمنا كتجمع وكهيئات اقتصادية، هو الحفاظ على كل نقاط قوة الشركات العائلية وتميزها وزيادة تنافسيتها وإنتاجيتها، وبشكل أساسي مواكبة العصر، أي نقل واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
ولفت البواب إلى أنّ "الشركات العائلية، رغم مزاياها، إلا أنها تواجه تحديات تتعلق باستمراريتها والتوازن بين العائلة والعمل، لذا فإن ندوتنا اليوم المخصصة لشرح أهمية فكرة حوكمة الشركات العائلية، تهدف لمواجهة ومعالجة هذه التحديات عبر مجموعة من الأنظمة والسياسات والإجراءات التي تنظم العلاقة بين أفراد العائلة المالكة والإدارة التنفيذية، وتضمن تحقيق التوازن بين مصلحة العائلة ومصلحة الشركة، مع الحفاظ على الاستقرار والاستدامة على المدى الطويل".
واعتبر البواب أنّ "تجمع الشركات اللبنانية الذي يشكل أحد أركان الهيئات الاقتصادية، عمل في الفترة الماضية خلال العام 2024 على الرغم من الأزمات والعدوان على تقوية صمود الشركات وكذلك تطويرها عبر الذكاء الإصطناعي. نعم، إن عمل التجمع مستمر في هذا المضمار وبفعالية، لكن في هذه المرحلة تغيرت أمور كثيرة وبات لدينا أمل ببناء لبنان الجديد الذي يستجيب لتطلعات اللبنانيين".
وأكد البواب نحن "نواكب هذه المرحلة من بدايتها، وسنزيد من جهودنا لإعطائها زخماً إضافياً، ونحن نرى أن ما يقوم به فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والحكومة برئاسة الدكتور نواف سلام، يؤسس لإعادة لبنان إلى التعافي والنهوض والازدهار. وفي هذا الإطار، لا بد من التنويه بما تقوم به الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير محمد شقير من جهود جبارة وبتعاون وثيق وشراكة مع الحكومة والوزراء لا سيما المعنيين بالشأنين الاقتصادي والاجتماعي لإنجاح مسيرة العهد. ونحن نرى أن هذه الجهود، بدأت تعطي ثمارها، ولعل أبرزها مجيء الأشقاء الإمارتيين إلى لبنان، على أمل أن تستكمل هذه الفرحة بعودة الأشقاء السعوديين".
وختم البواب "كلنا ثقة، وانطلاقاً من الظروف الإيجابية في البلد، أن لبنان مقبل على أيام خير وفرح وسعادة، ونحن كتجمع سنكون دائماً مواكبين وداعمين لكل شيء إيجابي وجميل مثل القطاع الخاص وشركاتنا.
حصري
وقدمت أمينة سر التجمع كارينا حصري مداخلة تحدّثت فيها عن أهمية الشركات العائلية في الاقتصاد اللبناني خاصةً وأن معظم القطاع الخاص اللبناني يتألف من شركات عائلية. ولفتت حصري إلى أن 85 في المئة من أعضاء تجمع الشركات اللبنانية يتألف من شركات عائلية، لذلك تعتبر الندوة التي سيقدمها الخبير شنيارة بمثابة خارطة طريق للشركات العائلية لتوفير انتقال سلس للإدارة بين الأجيال واستمرار مسيرة النجاح، كما ستقدم خطوات لحل الخلافات ومعالجة المشاكل التي قد تطرأ على المؤسسات نتيجة العلاقات العائلية التي لا تتلاءم مع سياسة المؤسسات في بعض الأحيان.
شنيارة
تحدّث شنيارة عن الشركات العائلية والعقبات التي تواجهها، وقدم عرضاً عن واقع الشركات العائلية في المنطقة وتطرق إلى الشركات العائلية اللبنانية والعقبات التي تواجهها والتي لا تختلف عن باقي دول المنطقة.
كما عرض شنيارة لبعض الاستراتيجيات والخطوات التي من شأنها تسهيل عمل الشركات العائلية وانتقال الملكية والإدارة بين الأجيال مشدداً على "ركائز أساسية من شأنها الحفاظ على الشركات العائلية وأهمها الثقة، التواصل وعرض المشاكل والحلول بكل شفافية"، مؤكداً "ضرورة التوازن بين العقل والعاطفة في القرارات التي لها علاقة بالعمل".
واستمع شنيارة من الحضور للمشاكل التي تواجهها الشركات العائلية كما قصص النجاح للبعض الآخر مبدياً ملاحظاته وحلوله لبعض هذه المشاكل مشيداً ببعض قصص النجاح التي تمثلها بعض الشركات التي استفادت من الخبرات والتجارب وطبقت استراتيجيات علمية وموضوعية اتسمت بالعقلانية والشفافية والمصداقية.