احتفلت روسيا أمس بالذكرى الـ 80 للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بعرض عسكري جلس خلاله الرئيس فلاديمير بوتين إلى جانب نظيره الصيني شي جينبينغ ونحو 20 زعيماً أجنبياً والمحاربين القدامى الروس على منصّة مسقوفة بجوار ضريح فلاديمير لينين في الساحة الحمراء. وجزم بوتين بأن روسيا لن تقبل أبداً محاولات التقليل من دور الاتحاد السوفياتي "الحاسم" في هزيمة ألمانيا النازية، لكنه أقرّ أيضاً بالدور الذي أدّاه الحلفاء الغربيون في هزيمة أدولف هتلر، في حين لم يوجّه أي انتقاد للغرب ولم يشر إلّا بشكل عابر إلى غزوه لأوكرانيا، قائلاً إن البلاد برمّتها تدعم "العملية الروسية الخاصة".
وكانت معبّرة الزيارة النادرة لزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون للسفارة الروسية في بيونغ يانغ برفقة ابنته، مجدّداً تأكيده قوّة التحالف بين البلدين ومهنئاً روسيا في "يوم النصر"، تزامناً مع استقبال بوتين قادة من الجيش الكوري الشمالي في موسكو، حيث عانق الجنرال كيم يونغ بوك، الذي يعدّ شخصية رئيسية في الإشراف على نشر القوات الكورية الشمالية في روسيا، فيما تبادل بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر مساعديهما، التهاني بالمناسبة.
وبينما دعا ترامب الخميس إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدّة 30 يوماً بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أنه "إذا لم يجر احترام وقف النار، فإن الولايات المتحدة وشركاءها سيفرضون مزيداً من العقوبات"، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "رويترز" أن أميركا والأوروبّيين يضعون اللمسات الأخيرة على مقترح لوقف إطلاق النار 30 يوماً في أوكرانيا، وسيفرضون في حال رفضه عقوبات مشتركة جديدة على روسيا، ما اعتبره مراقبون رصّاً للصفوف في الغرب للضغط على بوتين. ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهدنة الوجيزة التي أعلنها بوتين تزامناً مع "عيد النصر" بأنها لا معنى لها، في وقت تبادل فيه الطرفان الاتهامات بانتهاكها. كما كشف أن أوكرانيا ستستضيف اجتماعاً لقادة "تحالف الراغبين" اليوم.
توازياً، أيّدت أوروبا إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين بتهمة ارتكاب جريمة العدوان على أوكرانيا، حيث وافق وزراء من نحو 20 دولة أوروبّية على إنشاء المحكمة خلال اجتماع في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، ورحّبوا باستكمال العمل الفني المطلوب لإنشائها. ومن المتوقع أن تبدأ المحكمة عملها العام المقبل.
