واشنطن تتشدّد نووياً قبل محادثات مسقط الأحد

جانب من "تظاهرة حوثية" في صنعاء أمس (رويترز)

تستأنف واشنطن وطهران المحادثات النووية بينهما وتعقدان جولة رابعة منها تستضيفها العاصمة العُمانية مسقط الأحد، قبل أيام من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج. وكانت لافتة أمس المواقف الحازمة التي اتخذها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يقود المفاوضات من الجانب الأميركي، إذ طالب إيران بتفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم، جازماً بأنه لا يُمكن لطهران امتلاك أجهزة طرد مركزي. وحسم أن بلاده لن تقبل باتفاق نووي سيّئ مع إيران، مشيراً إلى أن أي اتفاق نووي نهائي مع طهران سيكون أقوى بكثير.


وإذ أوضح ويتكوف أن تخصيب إيران اليورانيوم خط أحمر بالنسبة إلينا، رأى أنه ليس لدى طهران خيار سوى قبول الشروط الأميركية "لاتفاق نزع السلاح النووي"، معتبراً أنه من "غير الحكمة" أن يختبر الإيرانيون الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحذّر من أنه إذا لم تكن جولة المفاوضات الرابعة مثمرة، فلن تستمرّ المحادثات مع طهران وسيتعيّن علينا اتخاذ مسار مختلف. كما كشف أنه نعتزم في المراحل المقبلة الضغط على الإيرانيين لوقف تمويل وتزويد جماعات مثل "حماس" و"حزب الله" والحوثيين بالأسلحة.


توازياً، يتوجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم إلى السعودية وقطر. وكشف عراقجي، الذي يترأس وفد التفاوض الإيراني في "محادثات مسقط"، أن اللقاءات المقرّرة في السعودية ستركّز خصوصاً على المحادثات النووية، مبدياً اعتقاده أن "استدامة أي اتفاق محتمل تعتمد إلى حدّ كبير على الأخذ في الاعتبار المخاوف النووية لدول المنطقة، فضلاً عن المصالح المشتركة بين إيران وهذه الدول".


في الغضون، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس بـ "الردّ بقوّة" في اليمن في الوقت الذي تراه بلاده ضرورياً، واصفاً صواريخ الحوثيين بأنها "إيرانية"، بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي صاروخاً حوثياً، بينما تبنّى المتمرّدون الحوثيون إطلاق "صاروخ باليستي" على مطار بن غوريون في تل أبيب.


وعلى صعيد غزة، كشف السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي أن آلية تدعمها واشنطن لتوزيع المساعدات في القطاع ستدخل حيّز التنفيذ قريباً، موضحاً أن العديد من الشركاء تعهّدوا بالفعل بالمشاركة في ترتيبات المساعدات التي ستتولّى إدارتها شركات خاصة، لكنه رفض ذكر أسمائهم، مشيراً إلى أن التفاصيل ستُكشف في الأيام المقبلة.


وقال للصحافيين في السفارة بالقدس: "هناك استجابة أولية جيّدة... ستكون منظمات غير ربحية جزءاً من القيادة"، مضيفاً أنه ستكون هناك حاجة إلى إشراك منظمات وحكومات أخرى، ولكن ليس إسرائيل. وتابع: "سيُشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع الغذاء أو حتى في إدخاله إلى غزة"، في حين أكدت واشنطن أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر زار البيت الأبيض الخميس لإجراء محادثات حول غزة وقضايا أخرى.