روجيه نهرا

تنافس ومعارك انتخابية في القرى المسيحية والسنية في قضاء مرجعيون

بدأت صورة الانتخابات البلدية والاختيارية في مختلف قرى قضاء مرجعيون تتضح، لا سيما مع اقتراب الموعد الرسمي لاقفال الترشيحات الخاصة بهذا الاستحقاق منتصف ليل اليوم الثلثاء في مختلف أقضية محافظة النبطية. وتشهد البلدات المسيحية في ديرميماس، برج الملوك، جديدة مرجعيون، إبل السقي، معارك تنافسية بامتياز وصلت إلى الأخوة والعائلة في الحارة الواحدة وحتى في البيت الواحد، واتجهت عملية تشكيل اللوائح نحو الطابع العائلي الضيق والتي من المتوقع أن تؤدي إلى انقسامات اجتماعية وخلافات، يأمل الأهالي أن تنتهي مع انتهاء هذا الاستحقاق الانتخابي الوطني الذي طالما انتظره الأهالي منذ سنوات، لكي ينتخبوا من يمثلهم في إنماء قراهم.




وقبل موعد الاستحقاق البلدي في الرابع والعشرين من هذا الشهر، كيف يبدو المشهد الانتخابي في قضاء مرجعيون؟ معارك انتخابية تنافسية حادة وحامية الوطيس وقد تصل إلى حد المنخار بين العائلات والاخوة، لا سيما في كل من البلدات التالية:



لائحتان تنافسيتان في بلدة ديرميماس: الأولى، يرأسها سهيل أبو جمرة وأطلق عليها اسم لائحة الدرامسي ومؤلفة من خمسة عشر عضواً. والثانية، لائحة ديرميماس للجميع برئاسة السيد لطفات منصور.



في بلدة برج الملوك تتنافس لائحتان: الاولى، برئاسة رئيس البلدية الحالي السيد إيلي سليمان وهي لائحة "برج الملوك أحلى"، وتتألف من تسعة اعضاء. والثانية، يرأسها السيد بني الحمصي وأطلق عليها اسم "برج الملوك للجميع".



في بلدة جديدة مرجعيون، وبعد عزوف الرئيس الحالي للبلدية أمل حوراني عن الترشح للانتخابات البلدية والاختيارية، تشكلت لائحتان: الأولى، برئاسة نائب الرئيس الحالي السيد ساري غلمية "معاً للجديدة". والثانية، يرأسها العميد المتقاعد سليمان أبو رزق.



في بلدة إبل السقي المختلطة مسيحياً ودرزياً، هناك لائحتان: الأولى، برئاسة الرئيس الأسبق للبلدية السيد جورج رحال. والثانية، من المتوقع أن يكون السيد خالد نهرا رئيساً لها، وفي هذا السياق يسعى النائب الياس جرادة بين العائلات والقوى الفاعلة للتوافق على لائحة موحدة لكنها غير واضحة لغاية إعداد هذا التقرير.



وحدها بلدة القليعة المسيحية في قضاء مرجعيون، تجنّبت المعارك الانتخابية التنافسية، وتوحّد الأهالي على لائحة توافقية أبصرت النور قد تفوز بالتزكية مع انتهاء إقفال باب الترشيحات اليوم. وبمسعى من أبناء البلدة، وعلى رأسهم الزميل لطف الله ضاهر، وبعد اتصالات ونقاشات طويلة، تم التوصل إلى سحب اللائحة الثانية التي كان يرأسها السيد مارون سلامة لصالح اللائحة الاولى برئاسة السيد حنا ضاهر. وكذلك يتم التفاوض اليوم مع بعض المرشحين المستقلين وعددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لسحب ترشحهم لصالح اللائحة التوافقية. وإذا أصر بعض المرشحين المنفردين على الاستمرار في ترشحهم لخوض هذا الاستحقاق فإن الانتخابات ستكون شكلية وروتينية.



ويقول رئيس اللائحة التوافقية لائحة "كرمالك يا قليعة" حنا ضاهر :"نقفُ اليومَ أمام استحقاقٍ بلديّ مهم، نشارك فيه بدافع الإيمان العميق بمسؤوليّتنا تجاه بلدتنا القليعة. هدفنا مجلس يعمل بقلب واحد مع المجتمع، لتبقى القليعة على درب الإنماء والازدهار". 

في بلدة الوزاني ذات الطابع السني فقد تشهد معركة انتخابية تنافسية عائلية بامتياز. وسيخوض الأهالي معركة بين لائحتين: الأولى، برئاسة الرئيس الحالي للبلدية أحمد ديب الأحمد. والثانية، يرأسها ساري أحمد الدياب.



في القرى الشيعية، يسعى التحالف الثنائي الشيعي وحتى الحزب الشيوعي الذي له قوة تمثيل في بعض البلدات إلى تشكيل لوائح توافقية تحت اسم "وفاء وتنمية"، للفوز بالتزكية مع وجود عدد من المرشحين المنفردين الذين يصرون على خوض الانتخابات البلدية والاختيارية.

في بلدة دبين، هناك مسعى للتوافق على لائحة موحدة للثنائي الشيعي برئاسة محمد طراف، كما يتم حالياً التواصل مع المرشحين المنفردين في البلدة بغية دفعهم نحو الانسحاب من السباق الانتخابي لفوز اللائحة التوافقية بالتزكية. 



أما بلدة بلاط، فقد تشهد معركة انتخابية بين لائحتين: الأولى، برئاسة الرئيس الحالي للبلدية علي رمضان. والثانية، برئاسة الطبيب وليد رمضان. وفي الوقت نفسه هناك مساعٍ للتوافق على لائحة موحدة. لكن هذا الأمر شبه مستحيل في هذه البلدة.



 في بلدات الخيام، كفركلا، العديسة، الطيبة، ديرسريان، رب ثلاثين، مركبا، ميس الجبل، بليدا وغيرها من القرى الشيعية المدمرة، هناك مساعٍ حثيثة ومتواصلة للتوصل إلى لوائح توافقية للفوز بالتزكية. وتجري القوى والأحزاب السياسية اتصالات ومشاورات ولقاءات مع المرشحين المستقلين في هذه البلدات، للانسحاب وعدم خوض هذا الاستحقاق، وبخاصة أن أغلبية هذه القرى مدمرة من جراء الحرب الأخيرة، حتى أن العديد منها ستكون مراكز الاقتراع المخصصة لها خارج بلداتها الحدودية، وسوف تجري الانتخابات لبلدات كفركلا، العديسة، رب ثلاثين، وبلدة بليدا في منطقة النبطية، أما بلدة مركبا فخصصت لها مراكز للاقتراع في بلدة مجدل سلم.



في بلدة حولا التي خصصت مراكز اقتراع لها في بلدة قبريخا، تتميز بقوة انتخابية للحزب الشيوعي، وهناك مساعٍ للتوافق بين الثنائي الشيعي والحزب الشيوعي على تشكيل لائحة توافقية يكون فيها لكل حزب خمسة أعضاء، إضافة إلى ذلك هناك عدد كبير من المرشحين المستقلين في حولا والعديد من القرى الشيعية. وتحاول الأحزاب دفع المستقلين للتراجع عن ترشيحاتهم لصالح اللوائح التوافقية لحركة "أمل" و"حزب الله" تحت عنوان "لائحة وفاء وتنمية" في القرى، ولا سيما المدمرة.



إشارة إلى أن التحضيرات اللوجستية والإدارية في قائمقامية مرجعيون مكتملة وتنتظر ساعة الصفر، لمواكبة الانتخابات البلدية والاختيارية. وقد وصل عدد المرشحين الذين تقدموا بترشيحاتهم إلى القائمقامية لغاية يوم الجمعة في 9 أيار 2025 إلى ( 229 عضواً بلدياً و140 للمخترة)، مع العلم أن العدد المطلوب للمجالس البلدية في قضاء مرجعيون والواجب انتخابهم في بلدات القضاء هو ( 357 عضواً بلدياً في قرى القضاء وعددها 32 بلدة، إضافة إلى 97 مختاراً.