أعلنت حركة "حماس" الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي - الأمريكي إيدان ألكسندر، تزامناً مع توقف مؤقت للقتال في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى هدنة شاملة أو اتفاق على إطلاق سراح رهائن آخرين. ويأتي ذلك فيما حذّر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهو مرصد عالمي للجوع، من خطر مجاعة شامل يهدد سكان غزة.
وقالت "حماس" في بيان إنها أفرجت عن ألكسندر في "بادرة حسن نية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، الذي سيزور المنطقة غداً الثلثاء. وأكدت الحركة استعدادها لبدء مفاوضات مكثفة لوقف الحرب وتبادل الأسرى، وإدارة القطاع من قبل جهة مهنية مستقلة تضمن الهدوء والاستقرار.
وظهر ألكسندر مرتدياً ملابس مدنية أثناء تسليمه لمسؤولي الصليب الأحمر، برفقة مقاتلين ملثمين. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن حالته الصحية "متدهورة"، من دون أن تستند إلى مصدر.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تلقى إخطاراً من الصليب الأحمر بشأن تسليم رهينة، لكنه لم يذكر اسمه، فيما كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي: "حماس بصدد إطلاق سراح الرهينة الأمريكي إيدان ألكسندر، الذي كان يُعتقد أنه مات. خبر رائع!". ولاحقًا قال للصحفيين إنه يتوقع إطلاق سراحه اليوم.
وفيما اعتبرت قطر ومصر الإفراج خطوة إيجابية نحو التوصل إلى هدنة جديدة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل سترسل وفداً إلى قطر يوم الخميس لمناقشة مقترح جديد لإطلاق سراح رهائن إضافيين. لكن نتنياهو شدد على أن "إسرائيل ليست ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار"، مضيفًا أن "الضغط العسكري هو ما أجبر حماس على إطلاق الرهينة".
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أحد أبرز شركاء نتنياهو، إن الحرب على حماس "يجب ألا تتوقف"، مطالباً بوقف إدخال المساعدات إلى القطاع.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد واصلت قصف مناطق في غزة قبل ساعات من الإفراج، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا شمال القطاع، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وبحسب التقييم الأخير الصادر عن مرصد الأمن الغذائي العالمي، يواجه نحو نصف مليون شخص في غزة خطر الموت جوعاً، مع احتمال كبير لوقوع مجاعة بحلول أواخر شهر أيلول، في ظل الحصار المستمر ومنع دخول المساعدات.
وفي بيان، شكرت عائلة ألكسندر الرئيس ترامب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي لعب دوراً في عملية الإفراج، معربة عن أملها أن تكون هذه الخطوة بداية لتحرير باقي الرهائن، الذين يُعتقد أن 21 منهم فقط ما زالوا على قيد الحياة. وطالبت العائلة الحكومة الإسرائيلية وفريق التفاوض "بألا يتوقفوا".
لكن الإفراج عن ألكسندر أثار انتقادات داخل إسرائيل، حيث اتهمت عائلات بعض الرهائن نتنياهو بتقديم "بقائه السياسي" على إنهاء الحرب، وبتفضيل رهائن يحظون بدعم حكومات أجنبية.
وفي بيان مشترك لعائلات عدد من الرهائن، قالت إيناف زانغوكر والدة ماتان أحد المحتجزين: "الشعب الإسرائيلي يدعمكم يا سيد ترامب. أنهوا هذه الحرب. أعيدوهم جميعاً".
وكان من المقرر أن يدلي نتنياهو بشهادته في جلسة محاكمته بتهم فساد، لكنه يواجه ضغوطاً شديدة من اليمين المتشدد في حكومته لمواصلة الحرب.
وبعد هدنة دامت شهرين بداية العام الحالي أفضت إلى إطلاق سراح 38 رهينة مقابل معتقلين فلسطينيين، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة في آذار، وأعلنت السيطرة على نحو ثلث القطاع وإنشاء ما وصفته بـ"منطقة أمنية".
في موازاة ذلك، كشف السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، الأسبوع الماضي، عن خطة لإيصال المساعدات إلى غزة عبر شركات خاصة من دون تدخل إسرائيلي مباشر، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة. إلا أن تفاصيل الخطة، لا سيما تمويلها، لا تزال غير واضحة.
من جهته، دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، خلال لقائه نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، إلى استئناف فوري للمساعدات الإنسانية في غزة. وقال هرتسوغ إن الآلية الجديدة ستضمن إيصال المساعدات إلى المدنيين لا إلى "حماس"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التعاون لتنفيذها.