بعدما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في تركيا الخميس في ظلّ تأكيد الغرب وكييف ضرورة التوصّل إلى وقف إطلاق نار شامل لمدّة شهر على الأقل، وإثر موافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على اقتراح بوتين ومطالبته بحضور الأخير للقائه شخصياً، أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يزور السعودية والإمارات وقطر هذا الأسبوع، احتمال الانضمام إلى المحادثات، معتبراً أن الاجتماع "قد يُسفر عن نتيجة إيجابية".
ولاحقاً، أمل زيلينسكي في أن يشارك ترامب في المحادثات، متمنياً ألّا تتهرّب روسيا من اللقاء، في وقت حذّرت فيه برلين من أن دولاً أوروبّية تتأهّب لفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تطبق وقفاً للنار في أوكرانيا بحلول نهاية أمس. ورأى مراقبون أن احتمال حصول "قمة رباعية" في اسطنبول الخميس المقبل بين ترامب وبوتين وزيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يرتفع مع تكثيف الجهود الدبلوماسية، التي تبقى معرّضة للفشل في أي لحظة نظراً لانعدام الثقة بين كييف وموسكو.
في المقابل، زعم الكرملين بأن بوتين جاد في مساعيه لإحلال "تسوية سلمية طويلة الأمد" عبر المحادثات التي اقترحها في تركيا، لكن المتحدّث باسمه قال إنه لا يستطيع الإدلاء بمزيد من التفاصيل في شأن المحادثات بعدما طالبت أوكرانيا بوتين بالحضور. وأشار إلى أن العديد من القادة رحّبوا بنهج بوتين "الذي يهدف تحديداً إلى إيجاد حلّ دبلوماسي حقيقي للأزمة الأوكرانية، والقضاء على الأسباب الجذرية للصراع، وإرساء سلام دائم". وردّاً على التحذيرات الألمانية والأوروبّية، اعتبر أن "لغة الإنذارات غير مقبولة بالنسبة إلى روسيا، وليست مناسبة، إذ لا يمكن استخدام مثل هذه اللغة مع روسيا".
في السياق، رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة أن هناك فرصة جديدة لإحلال السلام بين أوكرانيا وروسيا بعد التصريحات التي أدلى بها البلدان في الآونة الأخيرة، آملاً في ألّا تُهدر هذه الفرصة. وكشف أنه تحدّث إلى زيلينسكي، مبدياً استعداد بلاده وسعادتها باستضافة أي محادثات سلام محتملة بين الجانبَين.
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بوتين إلى أن يبرهن على أنه يتعامل "بجدّية" مع السلام، وذلك خلال اجتماع عقد في لندن مع نظرائه الأوروبّيين لمناقشة دعم أوكرانيا وتعزيز التعاون الدفاعي الإقليمي قبل اجتماع القمة بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وزعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل. واعتبرت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس أنه "لإجراء محادثات السلام، يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار"، جازمة بأنه "يجب أن نمارس ضغطاً على روسيا لأنها تراوغ". من ناحيته، حذّر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا من أن روسيا تتجاهل "تماماً" مقترح وقف النار غير المشروط لمدّة 30 يوماً وتهاجم "المواقع الأوكرانية على امتداد خطّ الجبهة".
في الغضون، أجرى زيلينسكي مكالمة هاتفية مع البابا لاوون الرابع عشر للمرّة الأولى منذ انتخاب الأخير، موضحاً أنهما تناولا قضية أطفال أوكرانيين خطفتهم روسيا ومقترح الغرب بوقف النار. وذكر أن المحادثة كانت "ودية وموضوعية للغاية"، كاشفاً أنه دعا البابا إلى زيارة أوكرانيا.
وفي ملف دولي آخر، اتفقت الولايات المتحدة والصين أمس على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة موَقتاً، في إطار سعي أكبر اقتصادَين في العالم لإنهاء حرب تجارية أثارت المخاوف من ركود اقتصادي وزعزعت الأسواق المالية. وأوضح الجانبان في بيان مشترك صدر في جنيف التي استضافت المحادثات بينهما، أن أميركا ستخفض الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها على الواردات الصينية الشهر الفائت إلى 30 في المئة نزولاً من 145 في المئة، كما ستنخفض الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأميركية إلى 10 في المئة نزولاً من 125 في المئة، وتسري هذه الإجراءات الجديدة لمدّة 90 يوماً.