كارلو أنشيلوتي، المدرب الإيطالي الأسطوري، تحوّل إلى رمز عالمي في عالم كرة القدم، لا يعرف سوى طريق البطولات. أينما حل، ترك بصمة من ذهب؛ من أمجاده القارية مع ميلان، إلى كونه المدرب الوحيد الذي توّج بالدوريات الخمسة الكبرى، وصولاً إلى هيمنته الأوروبية مع ريال مدريد.
بعقليته الفذة وخبرته العريضة، صنع أنشيلوتي إرثاً لا يُنسى. واليوم، يرحل عن ريال مدريد من الباب الكبير، بعد أن حقق نجاحات محلية وقارية عززت مكانته كأحد أعظم المدربين في تاريخ اللعبة.
مع أنشيلوتي، لا يُطرح السؤال: “هل سينجح؟”، بل: “كيف سيصنع النجاح؟”. فقد قاد تشيلسي للتتويج بالدوري الإنكليزي، وأطلق مشروع باريس سان جيرمان نحو البطولات، وها هو اليوم يستعد لقيادة منتخب البرازيل، صاحب التاريخ العريق، لاستعادة الذهب الغائب منذ 23 عاماً، وتحقيق النجمة السادسة في كأس العالم.
في أول تجربة له على صعيد المنتخبات، سيتولى “العرّاب” مهمة قيادة السامبا في تحدّ مختلف عن أجواء الدوريات. لكنه لن يكون غريباً تماماً، إذ يجد في صفوف المنتخب وجوهاً مألوفة، سبق أن درّبها وتألق معها، مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، كاسيميرو، ميليتاو، وإندريك.
الاتحاد البرازيلي سعى طويلاً وراء توقيع أنشيلوتي، وها هو اليوم يظفر بخدمات أكثر المدربين تتويجاً بدوري أبطال أوروبا، لقيادة مشروع يعلّق عليه البرازيليون آمالًا كبيرة في استعادة مجد ضائع.
اشتهر أنشيلوتي بهدوئه وحنكته في إدارة غرف الملابس، وبعلاقته المميزة مع النجوم، حيث استخرج الأفضل من أساطير مثل شيفشينكو، دروغبا، زلاتان، روبن، رونالدو، بنزيما، ومبابي. يعرف تماماً كيف يصنع فريقاً منتصراً، والأهم… يعرف طريق البطولات.
ورغم تراجع أداء ونتائج منتخب البرازيل في الآونة الأخيرة، فإن وصول أنشيلوتي قد يكون نقطة الانطلاق لتوحيد الجهود، ورصّ الصفوف من جديد، بهدف واحد: المنافسة بقوة على لقب كأس العالم 2026، واستعادة هيبة المنتخب الأكثر تتويجاً في تاريخ المونديال.
أنشيلوتي، أينما ذهب، ترك أثراً… فهل يعود من أميركا الشمالية بالكأس إلى ريو دي جانيرو؟