جاد حداد

5 عوامل لتقييم الأماكن الأكثر عرضة لنشر فيروس "كوفيد - 19"

22 تشرين الأول 2020

02 : 00

النادي الرياضي، المطاعم، محطات البنزين، متجر البقالة، عيادة الطبيب، ملاعب الأطفال... من بين جميع المساحات العامة التي تزورها، ما هي الأماكن التي تطرح أكبر المخاطر وتُعرّضك لالتقاط فيروس كورونا؟

في ما يلي يفصّل جوزيف آلن، الأستاذ المتخصص بعلم تقييم التعرّض ومدير برنامج المباني الصحية في كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة التابعة لجامعة "هارفارد"، خمسة عوامل خطر مؤثرة في هذا المجال.

ضعف التهوئة

يطلق المصابون بفيروس "كوفيد - 19" جزيئات فيروسية في الهواء حين يتكلمون أو يسعلون أو يعطسون. تتنقل هذه الجزيئات على شكل دفعات رطبة بأحجام متنوعة. تميل قطرات الرذاذ التي تكون أكبر حجماً إلى الوقوع على الأرض على بُعد ستة أقدام من الشخص الذي أطلقها. لكن تستطيع جزيئات الهباء الجوي الضئيلة أن تطفو أو تنجرف في الهواء لساعات، ويلتقط أي شخص آخر العدوى إذا تنشّق الجزيئات الفيروسية. يكون نقل الجزيئات عبر الهواء عاملاً بالغ الأهمية. يتعلق واحد من أكبر المخاطر لالتقاط فيروس "كوفيد - 19" بتمضية الوقت في مساحات داخلية وفي بيئات قليلة التهوئة، ما يعني عدم وجود نوافذ مفتوحة لتخفيف ملوثات الهواء الداخلية وغياب أجهزة تنقية الهواء.

إذا أردتَ أن تقصد موقعاً محصوراً، مثل النادي الرياضي أو متجر البقالة، فكّر بعامل التهوئة. إذا كان الهواء خانقاً والنوافذ مغلقة، يرتفع خطر انتقال فيروس كورونا بين الناس. تتراجع هذه المخاطر عموماً في المساحات الخارجية لأن التيارات الهوائية تفكك الفيروس وتضعفه. إنها ميزة إضافية للأماكن الخارجية التي تقصدها (محطات البنزين، الملاعب، مقاهي الأرصفة...).

الحشود

قد تقابل حشوداً من الناس في مساحات داخلية أو خارجية (مثل الحدائق أو الأرصفة المزدحمة). تكون التهوئة أفضل في الخارج، وهو عامل إيجابي. لكن كلما زادت أعداد الناس من حولك (في الداخل أو الخارج)، ستصبح أكثر قرباً من حاملي فيروس "كوفيد - 19" المحتملين وأكثر عرضة للجزيئات الفيروسية التي يفرزونها.

لهذا السبب، حاول أن تتجنب الذهاب إلى أماكن مزدحمة. إذا كنت تعجز عن ذلك، حاول أن تبقى على مسافة ستة أقدام على الأقل من الآخرين لتقليص عدد قطرات الرذاذ التي تحتكّ بها (لكن تذكّر أن جزيئات الهباء الجوي الأصغر حجماً قد تبقى موجودة).

غياب أقنعة الوجه

يمنع قناع الوجه تناثر جزيئات "كوفيد - 19" من الشخص المصاب، كما أنه يحمي غير المصابين من تنشّق الجزيئات الفيروسية.

توصي منظمة الصحة العالمية في الوقت الراهن باستعمال قناع مؤلف من ثلاث طبقات، على أن يكون مزوّداً بطبقة داخلية مصنوعة من نسيج بولي بروبلين (إنها مادة غير منسوجة تُستعمل في منتجات مثل حقائب التسوق القابلة لإعادة الاستخدام). إذا لم يكن الناس يضعون أقنعة على وجوههم في المكان الذي تقصده، من الأفضل أن تعود أدراجك. لا داعي كي تضع القناع على وجهك إذا كنت وحدك في الحديقة مثلاً، لكن احتفظ بالقناع في حال مجيء أشخاص آخرين إلى مكان وجودك.

مدة الزيارة

تؤثر المدة التي تنوي تمضيتها في أي مكان، لا سيما المساحات الداخلية، على خطر تعرّضك لفيروس "كوفيد - 19". تذكر "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" أن أي فرد قد يلتقط العدوى إذا وقف على بُعد ستة أقدام من الشخص المصاب طوال 15 دقيقة أو أكثر.

يمكنك أن تُخفّض خطر إصابتك بالفيروس عبر الدخول إلى المساحات المحصورة والخروج منها في أسرع وقت ممكن. يتحسن الوضع أيضاً عند التحكم بعوامل أخرى عبر البقاء على بُعد ستة أقدام من الناس ووضع قناع على الوجه. حين تضطر للذهاب إلى متجر البقالة مثلاً، حضّر لائحة بالأغراض التي تريد شراءها مسبقاً. وإذا كنت تعرف طريقة توزيع الأقسام في المتجر، صمّم تلك اللائحة كي تتمكن من المرور بالقرب من الرفوف سريعاً، من دون الحاجة إلى التحرك ذهاباً وإياباً بشكلٍ متكرر.

وإذا كنت متجهاً إلى موعد معيّن أو تريد أن تمرّ لشراء الطعام من مطعمك المفضّل، اسأل المعنيين عن إمكانية أن تنتظر في الخارج واطلب منهم أن يتصلوا بك أو يكتبوا لك رسالة نصية عندما يحين وقت اجتماعك أو يصبح طلبك جاهزاً.

الأسطح الملوثة

قد لا تكون الأسطح الملوثة وسيلة شائعة لتناقل العدوى، ومع ذلك يمكنك أن تلتقط فيروس "كوفيد - 19" عبر لمس أسطح مثل مقبض الباب. لكن لن يحصل ذلك إلا إذا لمس شخص مصاب بالعدوى ذلك المقبض قبلك وعطس عليه، ثم جئتَ بعده ولمستَ المقبض ولم تغسل يديك ثم لمستَ عينيك أو أنفك أو فمك.

يسهل أن نقطع سلسلة نقل العدوى إذاً. يكفي أن تتجنب لمس وجهك وتستعمل معقمات اليد بشكلٍ متكرر (فور إنهاء التسوق أو تعبئة البنزين مثلاً).

خلاصــــــة

فكّر بجميع عوامل الخطر الآنف ذكرها لتقييم احتمال إصابتك بفيروس "كوفيد - 19". كلما كانت هذه العوامل حاضرة في محيطك، ترتفع نسبة الخطر في حالتك. ستكون تمضية ساعة في نادٍ رياضي مزدحم وخانق، حيث لا يضع معظم الناس الأقنعة على وجوههم، فكرة سيئة مثلاً. في هذه الحالة، من الأفضل أن تذهب للتنزه وترفع أثقال الدمبل في المنزل.

باختصار، نحتاج جميعاً إلى متابعة الذهاب إلى أماكن معينة مثل متجر البقالة والصيدلية. لكن يجب ألا نخرج إلا عند الحاجة ونطبّق التدابير الوقائية المتعارف عليها طوال الوقت.