تجاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدّي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي له بالذهاب إلى تركيا أمس للقائه شخصياً، ما وجّه ضربة لآفاق إحراز تقدّم في عملية السلام، إذ أرسل بوتين مجموعة من المستشارين ونواب الوزراء لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا في اسطنبول. واعتبر زيلينسكي، الذي حضر إلى تركيا وأجرى محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة، أن قرار بوتين عدم الحضور وإرساله فريقاً وصفه بأنه "شكلي" يظهر عدم جدّيته في إنهاء الحرب، مشيراً إلى أنه لن يذهب بنفسه إلى اسطنبول وسيرسل فريقاً برئاسة وزير الدفاع سيكون مكلّفاً بمناقشة وقف النار، لكن لم يتضح بعد موعد بدء المحادثات فعلياً.
واعتبر زيلينسكي أنه إذا لم تبدِ موسكو أي استعداد لوقف النار، فعلى الدول الأخرى ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية أكبر عليها، لافتاً إلى أن روسيا لا تحترمه ولا تحترم أردوغان وترامب، فيما رأى الأخير أنه "لن يحدث شيء حتى نجتمع أنا وبوتين"، مكرّراً أنه سيتوجّه إلى المحادثات في تركيا اليوم إذا كان ذلك "مناسباً". بالتزامن، كشف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه سيسافر إلى اسطنبول لعقد اجتماعات اليوم مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووفد أوكراني، من دون أن يُعلّق آمالاً كبيرة على المحادثات.
من جانبه، أكد أردوغان أن بلاده تولي أهمية كبيرة لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا، معرباً عن سعادته باستضافة زعيمَي البلدين عندما يكونان جاهزين لذلك. واعتبر أن مسار الحرب يتطلّب التوصّل إلى حلّ عبر مفاوضات مباشرة والاتفاق على الحدّ الأدنى من القواسم المشتركة لمنع مزيد من الخسائر.
في المقابل، زعم رئيس الوفد الروسي في محادثات السلام مع أوكرانيا في تركيا فلاديمير ميدينسكي، الذي ساعد في قيادة محادثات مباشرة مع أوكرانيا جرت عام 2022، بأن موسكو تسعى إلى تحقيق سلام طويل الأمد مع كييف من خلال البحث عن أرضية مشتركة وإزالة أسباب الصراع، مشدّداً على أن روسيا تعتبر محادثات اسطنبول استمراراً لمحادثات 2022 التي باءت بالفشل.
توازياً، عقد وزراء خارجية دول حلف "الناتو" اجتماعاً غير رسمي في أنطاليا لـ "تأكيد دعم أوكرانيا". وأكد روبيو أن "الوقت قد حان للحلفاء أن يقدّموا المزيد لجعل "الناتو" أقوى"، مبدياً تطلّعه إلى تحديد نسبة الإنفاق الدفاعي في دول "الناتو" بـ 5 في المئة من ناتجها المحلّي خلال قمة لاهاي الشهر المقبل.
ميدانياً، أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على بلدتين جديدتين في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن أوكرانيا "تتقلّص" في غياب اتفاق لوقف القتال، في وقت أقال فيه بوتين قائد القوات البرّية في الجيش الروسي أوليغ ساليوكوف وعيّنه نائباً لأمين مجلس الأمن الروسي.