إسرائيل تضرب في اليمن وتهدّد باغتيال عبد الملك الحوثي

إسرائيل تتوعّد بإلحاق عبد الملك الحوثي بنصرالله وهنية و"السنوارَين" (رويترز)

قصفت إسرائيل أمس ميناءي الحُديدة والصليف في اليمن لتواصل حملتها لإضعاف القدرات العسكرية لميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، إثر استمرار هجمات الميليشيا على الدولة العبرية. وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "لسنا مستعدّين للجلوس جانباً وترك الحوثيين يهاجموننا"، متوعّداً بأنه "سنضرب الحوثيين بقوّة أكبر وسنستهدف قيادتهم وكلّ بناهم التحتية التي تمكّنهم من إيذائنا".


وأوضح أنه "نعلم أن الحوثيين مجرّد ذراع وأن من يقف وراءهم ويمنحهم الدعم والتعليمات والإذن هي إيران"، فيما هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه "كما فعلنا مع السنوارَين وحسن نصرالله وإسماعيل هنية، سنطارد عبد الملك الحوثي ونغتاله"، وذلك بعدما قصف الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع مناطق قرب المستشفى الأوروبي في غزة، مشيراً إلى استهداف محمد السنوار.


وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً حول الغارات في اليمن، موضحاً أن الميناءين المستهدفين يجري استخدامهما لنقل الأسلحة، وهذا "مثال إضافي على الاستغلال... للبنية التحتية المدنية من قبل نظام الحوثيين الإرهابي، في سبيل خدمة أهداف إرهابية". وبرّر الهجمات بأنها "ردّ على العدوان المستمرّ من قبل نظام الحوثيين، وتضاف إلى الضربات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي ضدّ مطار صنعاء الدولي، وكذلك إلى هجمات سابقة على هذه الموانئ بهدف تعميق الضرر في قدرات الحوثيين العسكرية".


في الغضون، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه لا يعلم ما إذا كان نتنياهو قادراً على إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة، لكنه سيكتشف ذلك "قريباً جدّاً"، موضحاً أن بلاده تسعى إلى معالجة الوضع في غزة، حيث الناس "يتضوّرون جوعاً"، كما توقع حدوث "الكثير من الأمور الجيّدة" خلال الشهر المقبل، في وقت اعتبر فيه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، الذي غادر أمس المنطقة عائداً إلى أميركا، أن أكثر من نصف الإسرائيليين يؤيّدون إطلاق سراح الرهائن من خلال تسوية تفاوضية مع "حماس"، مشدّداً على أن أي حلّ طويل الأمد للصراع يجب أن يتضمّن نزع سلاح الحركة بالكامل.


في سياق متصل، أفاد موقع "أكسيوس"بأن الوسطاء القطريين محبطون للغاية من محادثات الأيام الأخيرة في الدوحة في شأن غزة، مشيراً إلى أن فريق التفاوض الإسرائيلي لم يأتِ لإجراء مفاوضات جدّية ولم يقدّم أي جديد، لكنه من المتوقع أن يبقى في الدوحة حتى مساء اليوم على الأقلّ. وكشف مسؤول إسرائيلي كبير أنه على الرغم من عدم وجود تقدّم في المحادثات، فإن أعضاء فريق التفاوض أوصوا بأن يواصل نتنياهو المحادثات في هذه المرحلة لأنهم يعتقدون أن فرص التوصّل إلى اختراق ليست معدومة، فيما كشفت "القناة 12" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ للمرحلة المقبلة من تصعيد الهجمات في غزة وزيادة الضغط على "حماس".


إلى ذلك، أشارت "حماس" إلى أنها "تنتظر وتتوقع من الإدارة الأميركية مزيداً من الضغوطات على حكومة نتنياهو لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، الغذائية والدوائية والوقود للمشافي في قطاع غزة بشكل فوري"، موضحة أن ذلك كان جزءاً من "التفاهمات مع الموفدين الأميركيين خلال اللقاءات التي عُقدت الأسبوع الماضي والتي بموجبها أطلقت الحركة سراح الرهينة الإسرائيلي - الأميركي عيدان ألكسندر".

ميدانياً، أفادت السلطات الصحية في غزة بأن الضربات الإسرائيلية على القطاع تسبّبت بمقتل أكثر من 250 شخصاً منذ صباح الخميس، في واحدة من أعنف مراحل القصف منذ انهيار الهدنة في القطاع، بينما ذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية قصفت أكثر من 150 هدفاً في أنحاء غزة، موضحاً أن الأهداف شملت مواقع صواريخ مضادة للدبابات وبنية عسكرية ومراكز عمليات.


أممياً، اعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن "هذا السيل من القنابل، الذي يُجبر الناس على النزوح وسط تهديد تكثيف الهجمات، والتدمير الممنهج لأحياء بأكملها، وحرمانها من المساعدات الإنسانية، يشير إلى وجود دفع نحو تحوّل ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يُمثل تحدياً للقانون الدولي ويُعادل التطهير العرقي"، في حين كشف مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن المدعي العام كريم خان تنحى عن أداء مهامه موَقتاً مع اقتراب انتهاء تحقيق يجريه محققون من الأمم المتحدة في اتهامات بسوء السلوك الجنسي.