دمشق تعمل على حصرية السلاح... وانفجار يهزّ الميادين

"الموساد" يصطاد أرشيف "أعظم جاسوس إسرائيلي"

دمشق تشنّ حملات أمنية في مناطق متفرّقة (رويترز)

بمناسبة الذكرى الـ 60 لإعدام الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين في الساحة الرئيسية في المرجة في دمشق، كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، نقل الأرشيف السوري الرسمي المتعلّق بكوهين إلى إسرائيل، في عملية "سرّية ومعقدة" نفذها "الموساد" بالتعاون مع "جهاز استخباراتي استراتيجي شريك"، مشيراً إلى أن الأرشيف يضمّ نحو 2500 مستند وصورة، ويشمل "تسجيلات، وملفات تحقيقات، ورسائل بخط يد كوهين لعائلته في إسرائيل، وصوراً من نشاطه الاستخباراتي في سوريا، وأغراضاً من منزله الذي صودر بعد اعتقاله"، فضلاً عن "مفاتيح شقته بدمشق، وجوازات سفر مزوّرة، وصوراً له مع كبار مسؤولي الجيش والحكومة السورية".



ووصف نتنياهو، إيلي كوهين، بأنه "أعظم جاسوس في تاريخ الدولة، وقد ساهم في النصر التاريخي في حرب الأيام الستة"، في إشارة إلى حرب حزيران 1967، فيما اعتبر رئيس "الموساد" دافيد برنياع أن جلب الأرشيف "خطوة جديدة في مسعانا لمعرفة مكان دفن إيلي كوهين وسنواصل بذل كل جهد للعثور على المفقودين وإعادتهم، الأحياء لإعادة التأهيل، والذين سقطوا لدفنهم".



وفي ظلّ الضغط الدولي على دمشق لإنهاء المجموعات الإرهابية في البلاد والانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، وبينما تعمل السلطات الجديدة على حصر السلاح بيدها، دعا وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة السبت الفائت المجموعات المسلّحة الصغيرة التي لم تندمج بعد في الأجهزة الأمنية إلى القيام بذلك في غضون 10 أيام وإلّا واجهت إجراءات لم يحدّدها، فيما رأى مراقبون أن الدعوة لا تشمل "قوات سوريا الديمقراطية"، إذ لا تعتبر مجموعة مسلّحة صغيرة.


في السياق، شنت قوات الأمن العام السوري حملة أمنية مفاجئة أمس في مدينة الميادين، التي كانت تُعرف خلال السنوات الأخيرة بـ "عاصمة الميليشيات الإيرانية" في ريف دير الزور الشرقي، حيث أقدمت على إغلاق مداخل ومخارج المدينة بالكامل، في حين بدأت عمليات تفتيش دقيقة بحثاً عن الأسلحة غير المشروعة نتيجة لانتشارها بشكل عشوائي في أيدي المدنيين. وبالتزامن مع الحملة الأمنية، انفجرت سيارة مفخخة قرب مركز الشرطة في مدينة الميادين، ما أدّى إلى مقتل عنصرين وإصابة ثالث بجروح خطرة من عناصر الأمن العام والشرطة، حسب "المرصد السوري".



ويأتي ذلك بعد يوم من اشتعال اشتباكات عنيفة في شرق مدينة حلب بين قوى الأمن العام وخلية لـ "الدولة الإسلامية"، إثر قيام عناصر من الخلية بإطلاق نار على مقرّ للأمن العام ما أدّى لمقتل عنصر. وبعد عمليات تحرّ عن الأشخاص الذين نفذوا عملية الاغتيال، جرت مداهمة وكر الخلية في حي الجزماتي السبت الفائت. وذكرت وزارة الداخلية أن العملية الأمنية أسفرت عن مقتل عنصر من الأمن العام، وتحييد ثلاثة من أفراد الخلية، وإلقاء القبض على أربعة آخرين، في وقت شهدت فيه حلب استنفاراً أمنياً واسعاً.



توازياً، شكّلت الرئاسة السورية "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية" المكلّفة بـ "كشف الحقيقة حول الانتهاكات الجسيمة التي تسبّب فيها نظام الأسد البائِد ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها بالتنسيق مع الجهات المعنية"، لكنها لم تذكر ما إذا كانت الهيئة ستكون مسؤولة عن التحقيق في انتهاكات أطراف أخرى انخرطت في الحرب السورية مثل "الدولة الإسلامية" والفصائل المسلّحة، في حين أشار المستشار المقرّب من دمشق حسن الدغيم إلى أن اللواء السابق إبراهيم حويجة، المتهم بالتورّط في اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط، سيخضع للمحاكمة.



بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الرئاسة السورية تشكيل "الهيئة الوطنية للمفقودين" التي ستُكلّف بالتحقيق وكشف مصير المفقودين والمخفيين قسرياً، وتوثيق الحالات وإنشاء قاعدة بيانات وطنية وتقديم الدعم الإنساني والقانوني لعائلاتهم، الأمر الذي رحّبت به المؤسّسة المستقلّة المعنية بالمفقودين في سوريا، والتي أنشأتها الأمم المتحدة. وتقدّر الأخيرة أن أكثر من 100 ألف شخص فقدوا خلال الحرب السورية.



إلى ذلك، أفاد 3 مسؤولين أميركيين لشبكة "سي أن أن" بأن واشنطن بدأت مراجعات فنية للعقوبات المفروضة على دمشق، تمهيداً لرفعها، موضحين أن الخزانة الأميركية ستصدر تراخيص لسوريا حتى رفع العقوبات. وأشاروا إلى أن واشنطن سترفع القيود على صادرات سوريا لمساعدتها في بناء اقتصادها.



دبلوماسياً، كشف مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أنه بحث مع القائم بأعمال السفارة العراقية في سوريا ياسين شريف مخرجات القمة العربية التي عقدت في بغداد السبت الفائت وسبل زيادة التنسيق والتعاون المشترك بين العراق وسوريا، بما يخدم مصلحة الشعبين، ويعزز أمن واستقرار المنطقة. ويُذكر أن قمة بغداد أكدت في الإعلان الختامي احترام خيارات الشعب السوري، والحرص على أمن واستقرار سوريا، ودعم وحدة أراضيها، ورفض كافة التدخلات في الشأن الداخلي، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، وضرورة المضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي في البلاد.



الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين