بعدما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت الفائت أنه سيتحدّث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إثر محادثات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا عقدت في اسطنبول الأسبوع الماضي، التقى زيلينسكي نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو على هامش فعالية تولية البابا لاوون الـ 14 في روما، كاشفاً أن الاجتماع كان جيّداً وتناول المفاوضات في اسطنبول، حيث أشار إلى أن روسيا أرسلت وفداً منخفض المستوى لا يمتلك صلاحيات اتخاذ القرار. وأكد مجدّداً خلال اللقاء استعداد أوكرانيا للانخراط في دبلوماسية حقيقية، مشدداً على أهمية وقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط في أقرب وقت ممكن.
وأوضح زيلينسكي أن اللقاء تطرّق إلى الحاجة لفرض عقوبات على روسيا، والتجارة الثنائية، والتعاون الدفاعي، والوضع في ساحة المعركة، وتبادل الأسرى المرتقب، جازماً بأنه "يجب الاستمرار في الضغط على روسيا حتى تصبح راغبة في إنهاء الحرب، وبالطبع، تحدّثنا عن خطواتنا المشتركة لتحقيق سلام عادل ودائم". وأعرب عن شكره "لكل الشعب الأميركي على الدعم والقيادة في إنقاذ الأرواح". وأفاد مسؤول أوكراني لوكالة "فرانس برس" بأن اللقاء الذي عقد في مقر إقامة السفير الأميركي في روما، استمر "لنحو نصف ساعة" وجرى في أجواء "عادية".
توازياً، أعرب مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف عن تفاؤله بنجاح المكالمة الهاتفية المرتقبة بين ترامب وبوتين اليوم، مشدّداً على ضرورة التوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحقيق سلام دائم، في وقت كشف فيه المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنه ومعه قادة بريطانيا وفرنسا وبولندا يرغبون في التحدّث مع ترامب قبل الاتصال الهاتفي المزمع بين ترامب وبوتين، موضحاً أنه ناقش الأمر مع روبيو وزيلينسكي في الفاتيكان.
في السياق، رأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مستهلّ لقاء مع فانس ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن هذا الأسبوع سيكون "حاسماً" في شأن محادثات السلام في أوكرانيا، خصوصاً في ظلّ الاتصال المرتقب بين الرئيسَين الأميركي والروسي، مشدّدة على أهمية ممارسة ضغط على موسكو.
في الغضون، التقى زيلينسكي الحبر الأعظم بعد قداس التولية في الفاتيكان، حيث أكد استعداد كييف لإجراء محادثات بأي شكل للحصول على نتائج حقيقية لإنهاء الحرب مع روسيا، معرباً عن امتنانه للفاتيكان لاستعداده لاستضافة محادثات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا و"لصوته الواضح للدفاع عن السلام العادل والدائم".
في المقابل، ادّعى بوتين أن الهدف الرئيسي من غزوه أوكرانيا هو "القضاء على الأسباب التي أحدثت هذه الأزمة وتوفير الشروط اللازمة لسلام مستدام وضمان أمن الدولة الروسية"، موضحاً أن "نتيجة العملية العسكرية الخاصة يجب أن تكون سلاماً طويل الأمد وحماية مصالح السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا".
وبالتزامن مع المساعي الدبلوماسية لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، شنت موسكو أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أدّى إلى تدمير منازل ومقتل امرأة على الأقل في كييف، وإصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات. وأوضح سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 273 طائرة مسيّرة، فيما أبدت الاستخبارات الأوكرانية اعتقادها أن موسكو تعتزم إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في محاولة لترهيب الغرب.
إلى ذلك، زعمت الدفاع الروسية بأنها سيطرت على قرية بهاتير في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، كاشفة أن قوات الدفاع الجوي دمرت 25 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق منطقتي بيلغورود وبريانسك الروسيتين الحدوديتين، في حين قتلت امرأة تبلغ من العمر 69 عاماً في منطقة كورسك الروسية الحدودية من جرّاء انفجار قنبلة ألقيت من طائرة مسيّرة.