بدأ الجيش الإسرائيلي أمس "عمليات برية واسعة" في مناطق في شمال غزة وجنوبه، في تصعيد لحملة جديدة على القطاع، تزامناً مع تحدّث مصادر من إسرائيل و"حماس" لوكالة "رويترز" عن أن جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة في الدوحة في شأن اتفاق وقف النار لم تحرز تقدماً يذكر، في حين كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المحادثات تتضمّن نقاشاً حول الاتفاق على هدنة وإطلاق سراح الرهائن وفق خطة مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وكذلك مقترحاً لإنهاء الحرب مقابل إبعاد مقاتلي "حماس" ونزع السلاح في غزة، وهي شروط سبق أن رفضتها الحركة. وجزم نتنياهو بأنه "كما حققنا النصر على "حزب الله" والأسد سنكمل النصر" على "حماس".
ولكن، أشار الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق إلى أنه ما زال بإمكانه تقليص عملياته للمساعدة في التوصّل إلى اتفاق في الدوحة، مشيراً إلى أن هدف العمليات في غزة إعادة "حماس" إلى طاولة المفاوضات. وذكر أن رئيس أركان الجيش إيال زامير أبلغ القوات في غزة بأن الجيش سيوفر لقادة البلاد المرونة التي يحتاجون إليها للتوصّل إلى اتفاق بخصوص الرهائن. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو مدّد إقامة وفده المفاوض في الدوحة لمدّة 24 ساعة وهدد بالشروع في تنفيذ العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون" في حال عدم موافقة "حماس" على صفقة جزئية تنصّ على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء مقابل شهر ونصف من وقف الحرب، وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين وفق معايير الصفقة السابقة.
في هذا الإطار، اعتبر المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر أنه على "حماس" إطلاق الرهائن إذا أرادت أن يتوقف القصف، موضحاً أنه "سنشهد إطلاق سراح الرهائن من خلال الصرامة والقوّة". وكشف أن وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو وويتكوف كانا صارمين مع "حماس" في شأن "الرهائن" تبعاً لأوامر من الرئيس دونالد ترامب، مشيراً إلى أن مفاوضات الدوحة متقلّبة للغاية، وأن ويتكوف يبذل جهوداً حثيثة لإنجاحها.
من جانبه، جزم ويتكوف بأن ترامب "إنساني، ولا فرق بين موقفه وموقف نتنياهو في شأن المساعدات الإنسانية لغزة"، لكنه أوضح أن "المسألة الآن هي: كيف نُدخل الشاحنات إلى غزة لوجستياً، وكيف نُنشئ مراكز المساعدات؟"، مشيراً إلى أن "هناك العديد من المبادرات التي نعمل عليها، وسيجري إرسال مطابخ متنقلة، وشاحنات دقيق تنتظر على الحدود، وقد أشار الإسرائيليون إلى أنهم سيسمحون بدخول المزيد من الشاحنات، لكن الأمر معقد، والظروف الميدانية خطرة، لكننا لا نريد أن نرى أزمة إنسانية، ولن نسمح بحدوث ذلك في عهد ترامب". ولاحقاً، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن نتنياهو صادق على إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
في المقابل، وردّاً على سؤال عن المحادثات في الدوحة، أكد مسؤول من "حماس" لـ "رويترز" أن "الموقف الإسرائيلي لم يتغيّر، هم يريدون أسراهم من دون أي التزام لإنهاء الحرب"، مشدّداً على أن "حماس" تقترح إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية وإنهاء منع المساعدات عن غزة والإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وفي تطوّر لافت، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس ببناء سياج على الحدود مع الأردن، إذ نقلت عن كاتس قوله إن "بناء السياج خطوة استراتيجية ضدّ محاولات إيران تحويل الحدود إلى جبهة إرهابية". وأكدت "القناة 12" أن الكابينت صادق على إقامة حاجز أمني يشمل منظومة دفاع على الحدود مع الأردن يمتد 425 كيلومتراً من الجولان حتى إيلات، فيما اعتبرت "حماس" أن هذا القرار لن يشكل لإسرائيل حماية من تداعيات جرائمها.
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ "ضربة افتتاحية" على أكثر من 670 هدفاً لـ "حماس" في غزة خلال الأسبوع الماضي دعماً لعمليته البرية التي يستهدف من خلالها تحقيق "سيطرة عملياتية" على أجزاء من القطاع، مشيراً إلى أن العشرات من مقاتلي "حماس" قُتلوا في العملية، فيما ذكرت الصحة الفلسطينية أن 464 فلسطينياً على الأقل قتلوا الأسبوع الماضي، فضلاً عن مقتل 130 آخرين ليل السبت - الأحد. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه رصد صاروخين أطلقا من غزة في اتجاه مناطق محاذية للقطاع، مشيراً إلى أنه اعترض أحدهما، بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة قرب كيسوفيم، من دون وقوع إصابات. بالتوازي، قال كاتس للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: "لا يوجد تأكيد رسمي، ولكن وفقاً لكل المؤشرات، فقد تمت تصفية محمد السنوار".
أمّا في ما يتعلّق بالمواجهة المستمرّة بين إسرائيل وميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، فكشف قيادي حوثي لقناة "الجزيرة" أن "استكمال الحظر على مطارات العدو في طريقه للتنفيذ التام"، جازماً بأنه "لن يتوقف قصف مطارات العدو والحظر إلّا بإدخال المساعدات ووقف العدوان على غزة"، في وقت اعترض فيه الجيش الإسرائيلي ليل السبت - الأحد صاروخاً أطلق من اليمن.