مايز عبيد

الرحلة نحو الزراعة الذكية تنطلق من غرفة طرابلس والشمال

أملٌ ارتفع على محيّا المزارعين، وقد بدأوا يلمسون أن هناك في هذا المجتمع من يفكّر بهم وبمعاناتهم المزمنة. وأن الزراعة بدأت تتلمّس أولى الخطط والخطوات الحقيقية، التي ستدفع بالقطاع إلى الأمام، ليعود قطاعًا مساهمًا في النهضة الوطنية من جهة وفي التكامل الإقتصادي العالمي من جهة أخرى.


ففي غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس، كان المزارعون، والتعاونيات الزراعية، ورواد الأعمال في المجال، والمؤسسات الزراعية الناشئة، على موعدٍ مع إطلاق مشروع واعد، لأصحاب المبادرات في المجال الزراعي. مشروع AGRI AGRO 360، هو بمثابة حاضنة للمزارعين، يهدف إلى تحقيق الإستدامة في الابتكار الزراعي والغذائي.

هذا البرنامج أخذ تحضيره ثمانية أشهر، لدعم أحد أهم القطاعات، لأن الزراعة هي ركيزة أساسية لمناطق الشمال وأهلها، بحسب ما أكّدت مديرة غرفة طرابلس السيدة ليندا سلطان في كلمتها بالمناسبة.

فماذا في تفاصيل مشروع 360 AGRI AGRO؟

هو برنامج طموح، أطلقته غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي بالتعاون مع جمعية BIAT، وهو يهدف لدعم المزارعين، والنهضة بالقطاع، من خلال ما يسمى بالزراعة الذكية Smart Agriculture ، أي الزراعة بالاعتماد على التكنولوجيا في هذا المجال، لتحسين الإنتاج الزراعي من حيث الكفاءة، والجودة، وتقليل التكاليف، وتحسين فرص التصدير وتخفيف الأثر البيئي.

ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ المشروع من مناطق الشمال وعكار، ثم سيمتد إلى باقي المناطق اللبنانية. ومن أهدافه أيضاً، تحويل الأفكار إلى إمكانات واقع مزدهر، بدورة متكاملة، تبدأ من الزراعة وصولاً إلى التسويق والتصدير.


حضر حفل الإطلاق الذي أقيم في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس، النواب: وليد البعريني، طه ناجي، جميل عبود، وممثل عن النائبين سجيع عطية ومحمد سليمان، بالإضافة إلى ممثل عن وزير الزراعة، ورئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي وفاعليات ومهتمين بالشأن الزراعي والإنتاجي.


تحسين نوعية الزراعات وانتخاب الأفضل:

رئيس مجلس إدارة BIAT نصري معوض قال لـ «نداء الوطن»": لا شك أن غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس، التي تمتلك بنية تحتية فعّالة للزراعة والصناعات الغذائية. ونحن بدورنا نملك خبرة كبيرة في ريادة الأعمال. تم دمج هذه الخبرات والميّزات، للخروج بهذا المشروع، لتقديم حلول زراعية كاملة متكاملة، والوصول إلى الوافدين الجدد لعالم الزراعة".


وبحسب معوض فقد بات من الضروري إلغاء الصورة النمطية عن المزارع والزراعة، والوصول إلى فئة الشباب من المزارعين، من خلال الجانب المتعلّق بالأعمال. الهدف تنمية الزراعة، والذهاب بها إلى أبعد الحدود، للمساهمة في تحسين الدخل القومي ودخل الأفراد؛ وإن هذه المبادرة مستمرة طالما الإستفادة منها مستمرة".


دائرة من الخدمات الزراعية:

الدكتور خالد العمري، وهو من الأشخاص الذين شاركوا بصياغة المشروع رأى في حديثٍ لـ «نداء الوطن» أن مشاكل الزراعة واسعة ومتشعّبة، والحلول ليست دائمًا متاحة. ومن هنا بدأت الفكرة. مشروع 360 يشكّل دائرة مقفلة من الخدمات التي يطلبها المزارع، الموجود في خطر دائم على مستوى التسويق والإنتاج. نعمل على زراعة مستدامة وفي مكانها الصحيح، مع تأمين التسويق والاحتضان للمزارع والاتّجاه نحو المستثمر أيضاً، الذي يفكّر بالاستثمار ولكنّ الزراعة كما يسمع قطاع خاسر دائماً.


وبحسب العمري الفكرة أن نجعل المنتجات المحلية قابلة للتصدير، وقادرة على المنافسة أيضًا .. من هنا فبرنامجنا حاضنة وحضن للمزارع، إذ بمجرد مجيئه إلى الغرفة، سيعرف كيف يدخل السوق بدراسة وعناية وبكل أمان.

مشروعنا الزراعة الذكية:

نقل الزراعة من المستوى التقليدي إلى قطاعٍ ذكي يستفيد من التكنولوجيا هو الهدف الأساسي. بهذه العبارة بدأ توفيق دبوسي رئيس غرفة طرابلس حديثه لـ «نداء الوطن». فدبوسي يرى أن قطاع الزراعة محوريّ على مستوى الإقتصاد، ولذلك وضعنا إمكانات الغرفة وجمعية BIAT وهي جزء لا يتجزّأ من الغرفة، لتأمين أفضل انطلاقة لهذا المشروع. نريد زراعة بأعلى المواصفات، لتصبح كل أسواق العالم مفتوحة أمام إنتاجنا الزراعي. إننا ومن موقعنا كغرف لبنانية وعربية وبالشراكة مع الغرف الدولية، نقوم بكل جهد لتكون محاصيلنا قابلة للتصدير في كل الأسواق، ونحن بمرحلة جديدة مع الخليج العربي، ولبنان الجديد نحن أساسييون فيه، في الزراعة أساس والتجارة والصناعة وفي التكنولوجيا أيضًا.