تعهّد الرئيس الليبرالي الجديد لكوريا الجنوبية لي جيه ميونغ أمس، إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية المبكرة الثلثاء الفائت وتوليته رسمياً أمس، بإنقاذ البلاد مما وصفه بالدمار الوشيك الناجم عن محاولة سلفه المعزول يون سوك يول الفاشلة لفرض الأحكام العرفية، إلى جانب إنعاش رابع أكبر اقتصاد في آسيا الذي يعاني من تباطؤ النمو وتهديدات سياسات الحماية التجارية العالمية، فضلاً عن إيجاد طريق للتعايش السلمي والازدهار المشترك مع كوريا الشمالية، مع الحفاظ على تحالف أمني متين مع أميركا.
ويأتي ذلك بعدما تفوّق لي، مرشح "الحزب الديمقراطي" اليساري، بفارق كبير على منافسه كيم مون سو، مرشح حزب "سلطة الشعب" المحافظ، الذي ينتمي إليه الرئيس السابق المعزول. وأقرّ كيم بهزيمته، بحيث هنأ لي وأكد أنه "سأقبل بتواضع خيار الشعب". وبعد أدائه اليمين في البرلمان، دعا لي مواطنيه إلى "المضي قدماً بأمل والانطلاق نحو مرحلة جديدة"، موضحاً أنه "قد نكون تصادمنا لفترة، لكن أولئك الذين لم يدعمونا هم أيضاً مواطنون". وأكد أنه "ستكون حكومتي براغماتية تدعم السوق"، متعهّداً بإزالة القيود التنظيمية من أجل تعزيز الابتكار والنمو، فيما يواجه أيضاً موعداً نهائياً حدّدته واشنطن للتفاوض على الرسوم الجمركية.
وتعهّد لي بإرساء الحوار والتواصل والتعاون مع كوريا الشمالية، سعياً إلى إيجاد طريق للتعايش السلمي والازدهار المشترك. واعتبر أن "الانتصار من دون قتال أفضل من الانتصار بعد قتال، والسلام الذي لا يحتاج إلى قتال هو أفضل سبيل للأمن". وأشار إلى خطط أكثر تصالحية بالنسبة إلى العلاقات مع الصين، مشدّداً على أهمية بكين باعتبارها شريكاً تجارياً رئيسياً، مع تردّده في اتخاذ موقف حازم إزاء التوتر في مضيق تايوان. كما تعهّد بمواصلة التعاون مع اليابان، حاسماً أن تحالف بلاده مع أميركا هو العمود الفقري للدبلوماسية العالمية لبلاده.
إلى ذلك، هنأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لي، على فوزه، مشيراً إلى أن البلدين "يتقاسمان التزاماً قوياً بالتحالف القائم على معاهدة الدفاع المشترك والقيم المشتركة والعلاقات الاقتصادية العميقة". واعتبر مسؤول في البيت الأبيض أن انتخاب لي كان "حرّاً ونزيهاً"، لكن واشنطن لا تزال تشعر بالقلق وتعارض تدخلات بكين ونفوذها على ديمقراطيات في أنحاء العالم.
في الغضون، التقى سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ، حيث ناقشا أطر التعاون في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى الوضع في أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية، حسب السفارة الروسية في كوريا الشمالية.
