جوانا صابر

هل جرّبت أن تسافر إلى لبنان؟ إليك ما ينتظرك هناك

رغم صغر مساحته، يختزن لبنان تنوّعاً جغرافيّاً وثقافيّاً يجعل من زيارته تجربة استثنائية لا تُنسى. فبين البحر والجبال، وبين عبق التاريخ وحداثة الحاضر، يقدّم هذا البلد الصغير أماكن ساحرة لا بدّ للسائح من اكتشافها.



نبدأ من بيروت، العاصمة النابضة بالحياة، حيث يلتقي الشرق بالغرب في مشهد ثقافي غنيّ. نزهة في شارع الحمرا أو زيارة متحف سرسق في الأشرفية تمنحك لمحة عن روح المدينة، بينما تمنحك الواجهة البحرية (الكوْرنيش) لحظات من التأمّل عند الغروب.



من بيروت، يمكن الانطلاق جنوباً نحو صيدا وصور، حيث تختلط الأسواق القديمة بروائح التوابل والبحر. في صور، المدينة المدرَجة على لائحة التراث العالمي، ستندهش من الآثار الرومانية والشاطئ الرملي الهادئ.



أما إذا توجّهت شرقاً، فـبعلبك بانتظارك بمعابدها المهيبة، التي تروي تاريخاً عابراً للقرون. هناك، وسط الأعمدة الحجرية العملاقة، ستشعر كأنك تمشي في قلب التاريخ.



ولا تكتمل الرحلة دون المرور بشمال لبنان، وتحديداً جبيل وطرابلس. جبيل، إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم، تجمع بين البساطة والرقيّ، بأسواقها الحجرية ومرفئها الصغير. وطرابلس، المدينة التي تفوح منها رائحة الحلوى والتاريخ، تأخذك في جولة بين القلاع والمآذن والحمّامات القديمة.



وما بين جبيل وطرابلس، تبرز البترون كجوهرة ساحلية بامتياز. مدينة صغيرة على البحر، تجمع بين التراث والعصرية. يمكنك التنزّه في سوقها القديمة المرصوفة بالحجر، أو زيارة كنيسة مار سابا التاريخية، ثم التوجّه نحو الشاطئ الصخري أو الاستمتاع بالمقاهي والمطاعم التي تقدّم أجمل الإطلالات. في البترون، البحر ليس فقط منظراً، بل جزءاً من الهويّة.



وأخيراً، لا بدّ من الهروب إلى الشوف أو الأرز، حيث الغابات الكثيفة والقرى الحجرية والضيافة اللبنانية الأصيلة. هناك، بعيداً من صخب المدن، تختبر سكون الطبيعة وكرم الجبل.

لبنان ليس وجهة سريعة، بل فسحة تأمّل واكتشاف. فسحره لا يكمن فقط في أماكنه، بل في ناسه، في ضحكة طفل على درج حجري، أو في فنجان قهوة يُقدَّم لك بمحبّة.