أبو زهير

أرخميدس البعريني: وجدتها... لبنان إلى "الناتو"

لم يخرج النائب وليد البعريني عارياً في شوارع عكار ليقول "وجدتها" على طريقة أرخميدس يوم اكتشف الجاذبية. لكنّه فجّر حذاقته وذكاءه على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) قبل أيام، حينما ألقى قنبلة "من العيار الثقيل"، دعا بواسطتها العالم كله إلى ضمّ لبنان لحلف شمالي الأطلسي (الناتو).

قالها البعريني كما هي: "حقيقة عارية" (مثل أرخميدس). بلا مواربة ولا تسويف ولا تخويف: لبنان بالناتو (نقطة على سطر جديد).

لم يكن البعريني يمزح ولا يناور. استيقظ صباحاً، وارتشف فنجان قهوته المُرّة، نفخ سيجارة "لاكي سترايغ" (واثقًا من نفسه ... مدركًا طريقه) بعد ذلك أمسك هاتفه الذكي (على شكالته) من صنف "هواوي" وقرط تلك التغريدة: ينبغي على لبنان اتخاذ موقف جريء ورفع طلب الانضمام إلى حلف الناتو، بأسرع وقت.


لم يخبرنا النائب العكاري ماذا قصد بمصطلح "بأسرع وقت". هل يعني غدًا صباحًا مثلًا؟ أو بعد ساعة؟

لكنّه في المقابل عَدّد "محاسن" الانضمام إلى "النيتو" (بالعكاري)، معتبرًا أنّ انضمام لبنان سوف يحميه من الإسرائيلي وغيره، لأنّ بانضمام لبنان إلى الحلف (حلف القمر) تُصبح جميع الدول الأعضاء مُجبرة على حمايته!

أمّا الحَسَنَة الثانية في نظره الواسع، فهي تسليح الجيش والقوى الأمنية. ثم تأمين مظلّة (نايلون) لحماية سياسية - دولية يؤمنها الحلف للبنان من كل الأخطار المحدقة وغير المحدقة... مستخلصًا في نهاية المطاف أنّ نظام الثورة الإسلامية في إيران "ضعيف" و"يقاتل بشباب العرب" ولهذا ينبغي على لبنان البحث عن دور في المنظومة الجديدة.


أكد البعريني في تلك المقاربة، أنّه عالق في قوقعته العكارية. لا يستمع إلى نشرات الأخبار ولا يقرأ الصحف (أقله لا يقرأ "نداء الوطن") لا يعرف شخصًا يجوب الشوارع ويهرب من مكان إلى آخر بسروال كاكي واحد منذ سنوات اسمه فلاديمير زيلينسكي ويقاتل من أجل دخول الناتو... فمسحوا الأرض بكرامته ونتفوا له شنباتو!؟

لم يعرف الحاج وليد أنّ الحاج أبو عمر ترامب يريد إقفال دكانة "الناتو" ولا يعرف كيف!


لكن عموماً. وبرغم ذلك كله، يُسجّل للحاج وليد حَسَنَة واحدة، ربما وضعها الله في ميزان حسناته (الطابش) وهي أنّ النظام الإيراني "وهم".

هو وهم بالفعل. أسطورة فارغة لا يمكن الاعتماد عليها "أنيمور"... وهذا أفضل وأهم ما ورد في ابتكارات الحاج وليد الذي بدأ تواً متابعة الأخبار على ما يبدو.

عقبال العايزين...