أبو زهير

أيّا نصر يا خوريو؟

وهكذا، احتفلت إيران بالنصر... وبثّ التلفزيون الإيراني صورًا لمواطنين إيرانيين يرفعون شارات النصر ويلوّحون بالأعلام الإيرانية.


الاحتفالات أقيمت بشكل رئيسي (ليس إبراهيم رئيسي) وسط طهران، تحديدًا في ساحة "الثورة - انقلاب". أمّا المناسبة التي أعلنت عنها طهران رسميًا فهي: الهجوم على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر... مع الاحتفال بصمود القوى المسلّحة (مع البيعة).


لم تحتفل طهران باستهداف "الكيان الغاصب" إسرائيل. وإنّما احتفلت بقصف أراضٍ عربية في دولة قطر!

قبل إقامة الاحتفال الجلل، نقل مراسلون أجانب "الارتياح الكبير" في الشارع الإيراني، بعد عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل. بينما المسؤولون استأنفوا الزيارات الميدانية لمعاينة "أضرار الانتصار"، مع التوجيه بتقديم الدعم والمساعدة اللازمين.


المضحك المبكي، أنّ الإيرانيين سوف ينتظرون، على غرار أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية، خططَ "إعادة الإعمار"، التي تؤكد السلطات الإيرانية أنّها ستكون "قصيرة/طويلة" الأمد من أجل ترميم الأضرار... وربما انتظار المجتمع الدولي (على الطريقة اللبنانية) لتقديم المساعدات أو الإفراج عن أموال محجوزة هنا أو كسر "قجة" مخفيّة هناك.


أرقام الضحايا، فهي الأخرى تخبرك عن "فداحة النصر"، وتكشف أنّ العدوان - النصر كبّد الإيرانيين 120 وحدة سكنية مدمّرة بالكامل مع تضرّر 500 وحدة سكنية أخرى بشكل كبير. عدد الضحايا هو الآخر لا يقلّ فداحة، لم تعلن طهران الحداد على أرواحهم، بل أصرّت على النصر.


وصل عدد الضحايا إلى 606 مواطنين إيرانيين، وقرابة 1000 جريح!... وقال شو؟ نصر.


متلازمة النصر تلك التي تصيب "محور الممانعة" في كل حرب ضد "العدوّ الغاشم"، أعادتني بالذاكرة إلى فقرة زياد الرحباني الإذاعية خلال الحرب الأهلية "العقل زينة"، التي قال فيها ذات مرة: "أيا نصر يا عمي... أيا نصر يا خليقة؟ صامدون حتى النصر.. على هيك شبيق وخطط عسكرية بتشبه صينية الكبة وتقيلة؟ وحتى النصر؟ أيا نصر يا خوريو؟ فرجيني نصر واحد متل يلي عم تحكي عنو...".


عمومًا... قولوا اللّه بعدنا طيبين!