تشهد العلاقات الأسرية تحولًا لافتًا في الولايات المتحدة، حيث بدأت تظهر ظاهرة جديدة ومثيرة للجدل: انتقال بعض الأزواج الجدد للعيش في منزل مشترك مع الطليق/ة السابق للشريك، وكل ذلك من أجل مصلحة الأبناء.
تهدف هذه الترتيبات المعيشية غير التقليدية، التي يُطلق عليها البعض اسم «التعايش العائلي المُشترك»، إلى توفير بيئة مستقرة للأطفال بعد الانفصال، وتقليل التوتر الناتج عن التنقل بين منزلين. وتؤكد على الأهمية المتزايدة لـ «الأبوة المشتركة» (co-parenting) بطرق غير مألوفة، حيث يضع البالغون احتياجات أطفالهم فوق رغباتهم الشخصية أو الأعراف الاجتماعية التقليدية. فبدلًا من تقسيم وقت الأطفال بين الأبوين، يبقون في منزل واحد، بينما يتناوب البالغون على الإقامة فيه، أو يعيشون جميعاً تحت سقف واحد في مساحات منفصلة.
وعلى الرغم من التحديات الواضحة التي قد تنشأ عن هذه الترتيبات، مثل الحاجة إلى تواصل فعال وتفاهم متبادل بين جميع الأطراف، إلا أن مؤيديها يرون أنها تقدم نموذجاً جديداً يضع مصلحة الطفل في المقام الأول، متجاوزاً بذلك التعقيدات التي تفرضها العلاقات الأسرية بعد الانفصال.