فارس سعيد

هي سنة سوداء يا أخي بيار

20 تشرين الثاني 2020

02 : 00

أخي ورفيقي بيار أمين الجميّل

حان وقت اللقاء معاً، عشية ذكرى استشهادك، مثل كل سنة، على صفحات الصحافة اللبنانية التي تعاني مثلنا من أثقال المرحلة التي تطال الجميع في لبنان.

السنة بيار، ليست مثل السنين الماضية، هي سنة سوداء صحّياً واقتصادياً وسياسياً و…أمنياً!

وكانت ذروتها مع انفجار مرفأ بيروت والأحياء السكنية المحيطة به في 4 آب!

بيار، 4 آب شكّل صدمة ما بعدها صدمة!

الإنفجار دمّر منازلنا وأحياء بيروت التي نعرفها شبراً شبراً،

ومستشفياتها، من الورديّة الى الجعيتاوي والروم…

ومطاعمها ومساحات الحريّة فيها، واستشهد المئات من بيروت وكلّ القرى والبلدات، وكان من نصيب بلدتي قرطبا حصّة كبيرة.

بيار، 4 آب دفع من بقي في لبنان الى الرحيل، تاركاً عائلة ومنزلاً وتاريخاً وجذوراً.

بيار، في 4 آب فقد اللبنانيون الأمل بكلّ شيء، حتّى... في الرجال الذين أوكلوهم قبل سنتين على فلذات أكبادهم!

وتعرف شيئاً؟

حتّى اليوم، لا نعرف من كان خلف 4 آب. وإذا أردنا معرفة الحقيقة في مكان، فهي في تقارير الاجهزة الأمنية الأجنبية، وتُنشر محاضر منها في هذه الصحيفة الأجنبية او تلك!

إنّما الأكذوبة لدى سلطة لبنان، ولا شيء يُذكر في الصحافة اللبنانية.

وحتّى لا تعرف كلّ شيء،

يحاولون إلصاق التهم بالفساد وسوء التدبير والإهمال، لأنّ من قام بالجريمة لا يريد الإعتراف بما ارتكبت يداه.

ومن تلقّى الرسالة جبان، يرفض تحمّل مسؤولية الردّ.

بالنتيجة، أصبحنا يا صديقي في البيت،

لا حيّ خاص بِنَا، ولا مرفأ شكّل نافذتنا على البحر، ولا مصرف غازل كل أموال العرب خلال 70 عاماً، ولا مستشفى ولا مدرسة…

وكأنّهم يقولون لنا ارحلوا!

وفي كل مرّة يظنّون أنّهم ربحوا، تعود أنت وجبران وكلّ الآخرين الى عقولنا وقلوبنا!

ونقول لهؤلاء المجرمين:

سلاحكم لا يُخيفنا!

سنبقى هنا وسنحاربكم بأظافرنا

الى اللقاء.

MISS 3