جورج الهاني

لماذا يتجنّب الحلبي المعركة؟

24 تشرين الثاني 2020

02 : 00

منذ أن أعلن الرئيس الأسبق للإتحاد اللبناني لكرة السلة جورج بركات ترشّحه مجدداً الى رئاسة الإتحاد في الإنتخابات المقرّرة في النصف الثاني من الشهر المقبل تعكّر مزاج الرئيس الحالي أكرم الحلبي الذي لم يعد يترك مناسبة خاصة أو عامة إلا ويبدي إستغرابه وإمتعاضه من خطوة بركات، بحجّة أنّ الأخير كان وعد أمام شاشة التلفزيون بعد إستقالته من إدارة نادي الحكمة في تشرين الأول من العام الفائت بأنه لن يتعاطى في شؤون كرة السلة بعد الآن.

كان الحلبي يأملُ بأن ينعمَ بولاية رئاسية ثانية بالتزكية ومن دون "وجعة راس" أسوة بما حصل حتى الآن في غالبية الإتحادات الرياضية التي غابت عنها المعارك الإنتخابية بسبب الترغيب حيناً والترهيب أحياناً، وكان يعتقدُ أنه قادرٌ أن يُعيّن وحده بالتنسيق مع مرجعيته الرياضية والسياسية جميع أعضاء إتحاده الذين يقدّمون له الولاء والثناء، لكنّ بركات فاجأ الحلبي بقراره، متسلّحاً بالتأييد والدعم العلنيين والخفيَّين اللذين يلقاهما من عدد لا يُستهان به من أندية كرة السلة في مختلف الدرجات، فكان لا بدّ من حصول المواجهة المباشرة بين الرجلَين.

من الناحية المنطقية والموضوعية للأمور يجبُ ألا يقلق الحلبي على منصبه في هذه المعركة المرتقبة التي ستشبه تلك التي حصلت منذ أربع سنوات بينه وبين بيار كاخيا من حيث حماوتها وقساوتها، فالحلبي موجودٌ اليوم على رأس الإتحاد، وبالتالي فإنّ السلطة وأدواتها ومفاتيحها بيده، كما أنّ العهد القويّ معه، وبالتالي فإنّ هامش تحرّكاته أوسع، وإمكانية تواصله مع الجمعية العمومية للعبة أسهل، وهو يجاهرُ دوماً بأنّه قدّم الكثير لكرة السلة وأنّ أنديتها تؤيّده وتقفُ الى جانبه لكثرة الإنجازات التي حققها في ولايته الأولى، فلماذا يتجنّبُ الإستحقاق الإنتخابيّ إذاً؟

طبولُ المعركة الرياضية قُرعَت، والجمعية العمومية ستنتخبُ مرشّحها لرئاسة الإتحاد هذه المرّة بعيداً من بدعة و"مسخرة" التزكية ومتحرّرة من كافّة القيود والضغوطات، وستعرفُ كيف ستختارُ من تراه الأمثل والأكفأ لقيادة مسيرة اللعبة ولحماية مصالح الأندية واللاعبين والمنتخبات الوطنية على السواء.


MISS 3