خريطة دماغية تتوقّع ما تقرأه!

17 : 38

ترصد خريطة ثلاثية الأبعاد طريقة تجاوب الدماغ مع الكلمات وقد تطرح وسائل جديدة لفهم عسر القراءة واضطرابات الكلام.

استعمل الباحثون في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس النشاط الدماغي لدى تسعة متطوعين (استناداً إلى تدفق الدم كمعيار أساسي) فيما كانوا يسمعون ثم يقرأون قصصاً مأخوذة من تدوين صوتي تبثّه 500 إذاعة حول العالم. جمع الباحثون البيانات المرتبطة بالقراءة (كلمة تلو الأخرى لفصل المعلومات) وبسماع تسجيلات تشمل النص نفسه، ثم قارنوا مجموعتَي البيانات بنسخ مُدوَّنة في تواريخ محددة.

ثم أدخلوا النتائج إلى برنامج محوسب، فرسم هذا الأخير خريطة آلاف الكلمات بحسب علاقتها ببعضها عبر استعمال أداة معالجة اللغة الطبيعية. تشمل الفئة "الاجتماعية" مثلاً كلمات مثل "زوج" و"أب" و"شقيقة". أطلقت مختلف الفئات نشاطاً في مناطق دماغية متنوعة: رُصِدت تلك الكلمات "الاجتماعية" على الجهة اليمنى، خلف الأذن. كذلك، أبدت هذه المنطقة أقوى تجاوب مع الكلمات التي تَصِف الناس أو الأحداث الدراماتيكية، وحتى تلك التي تَصِف الزمن.

رصد الباحثون نقاط تشابه كثيرة على مستوى نشاط الدماغ بين قراءة القصص والإصغاء إليها. حتى الآن، كان الافتراض الشائع يتوقع وجود اختلافات أوضح بين الناشطين. نُشِرت النتائج في "مجلة علم الأعصاب" حديثاً، ومن المنتظر أن تُطرَح خريطة دماغية جديدة ومستحدثة في الأسبوع المقبل.

يسمح هذا الاكتشاف بابتكار تطبيقات عيادية لعسر القراءة، من خلال مقارنة خرائط القراءة والإصغاء لدى المصابين بهذا الاضطراب بمجموعات مرجعية. حتى أن فهم ما يفعله الدماغ لمعالجة الكلمات قد يسهم في تحسين أدوات فك الرموز اللغوية، ما يساعد المصابين بمشاكل في اللغة.