عيسى يحيى

عودة الحركة إلى أسواق بعلبك... ولا إلتزام بالإجراءات الوقائية

2 كانون الأول 2020

02 : 00

غالبية المارين لا يرتدون الكمامة

عادت الحياة وبقوّة إلى طبيعتها في محافظة بعلبك ـ الهرمل بعدما توقّفت جزئياً خلال الإقفال العام الذي امتدّ لأسبوعين، حيث شهدت في الأسبوع الأول إلتزاماً كاملاً لتنتفض في الأسبوع الثاني على التعبئة العامة، بعدما فتحت المحال أبوابها وخالف المواطنون المفرد والمزدوج، وعادوا يتجوّلون في الأسواق من دون رادع أو وقاية. لم يدرك بعد أهالي مدينة بعلبك تحديداً حجم الخطر الذي يلاحقهم جرّاء إرتفاع معدل الإصابات بفيروس "كورونا"، حيث بدت الحركة على مدار اليومين المنصرمين أكثر من عادية وتوحي بأنّ الناس تعوّض ما فاتها خلال الإقفال العام. فالسوق التجاري على غير عادته، يشهد إقبالاً غير مسبوق من المواطنين، بالرغم من الوضع الإقتصادي السيّىء الذي يترنّح تحته معظم البعلبكيين، وزحمة السيارات الخانقة توحي بأنّ هذه الأيام تشبه ايام الأعياد، أمّا الناس التي تخالط بعضها البعض فهي أبعد ما يكون عن الإجراءات الوقائية والسلامة العامة، فتتجوّل من دون ارتداء الكمّامة، وتصافح وتقبّل بعضها البعض تاركة الأمور "على الله"، وِفق ما يقول أحد المواطنين.

وفيما يدعو وزير الصحّة حمد حسن الناس الى الإلتزام بالإجراءات الوقائية، وكان من أبرز الداعين والمشجّعين على الإقفال العام لضبط معدّل الإصابات، تركت زيارته إلى سوق بعلبك يوم السبت الفائت، وقبيل يومين من إنتهاء مدّة الإقفال، أثرها على السوق والمواطنين بين الترحيب والمعارضة، وفيما رأى محمد ش. أنّ نزول الوزير إلى سوق بعلبك والإحتفال بميلاد السيّد حسن نصرالله وتقطيعه قالب الحلوى، وعلى مرأى عينه المحال التي شملها الإقفال مفتوحة وتمارس عملها بشكل طبيعي، كان بمثابة ضوء أخضر للمواطنين هنا كي يتمرّدوا على الإقفال ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي. من جهته، أكّد جهاد س. أنّ زيارة الوزير صدفة وكان يوزّع الكمّامات على المواطنين وهو رمز الإلتزام، فالقوى الأمنية نزلت إلى السوق في اليوم الثاني وبدأت تسطير محاضر ضبط في حقّ المخالفين.

وما بين الرأيين، الإصابات في المدينة على حالها والوضع الإقتصادي إلى مزيد من التردّي، والتجّار يرفعون الصوت لإنقاذ ما تبقّى من حياة إقتصادية وتعويض الخسائر التي يتكبّدونها. وفي هذا الإطار، أشار هشام ر. صاحب أحد محال الألبسة الى أنّ الخسائر التي سجّلها سوق بعلبك خلال الإقفال وقبله لا يمكن تعويضها بين ليلة وأخرى، ووضع الناس المادي إلى تراجع مستمرّ، ويسعى الكثير منهم لتأمين ربطة الخبز لا إلى شراء الألبسة، فمحال تصليح الألبسة والأحذية تضجّ بالمواطنين وكما يقول المثل البعلبكي "نجود من الموجود"، وسأل عن جدوى الإقفال إذا كان بعض أصحاب المحال يتذاكون على القرار ويفتحون بطريقة إحتيالية، والناس أيضاً لم تلتزم، حيث كان السوق يشهد حركة عادية بالرغم من الإقفال، وهو أمر يرجع لغياب الوعي عندهم وتقديرهم للظرف الصحّي السيّئ الذي نمرّ به.

وضع محافظة بعلبك الهرمل الصحّي والذي يسجّل إزدياداً في أعداد المصابين دفع المحافظ بشير خضر، بالتشاور مع وزير التربية، إلى تمديد إقفال المدارس في العديد من البلدات، أبرزها في مدينتي بعلبك والهرمل، حيث استمرّت المدارس في التعليم عن بعد على أن يصار إلى بتّ عودتهم للتعليم الحضوري نهاية الأسبوع الحالي. وبين خوف الأهالي على صحّة أولادهم وتجنّب إرسالهم إلى المدارس والمعاناة من التعليم "أونلاين"، يعيش معظمهم أزمة كبيرة نتيجة ضعف الإنترنت والإمكانات الإقتصادية، حيث تواجه أمّ علي، وهي أم لأربعة أولاد، مشكلة في تعليم أولادها "أونلاين"، واشارت لـ"نداء الوطن الى أنّ أولادها في المرحلة الإبتدائية ولديها هاتف واحد يستعمله الأربعة، ولا إنترنت لديها في المنزل بل تعتمد على تشريج خطّها من شركة الخلوي، ولأن ما يتم إرساله من المدرسة يحتاج إلى "ميغابايت" كثيرة فهي تضطر للتشريج كل ايام عدّة وهو مصروف زائد لا تستطيع تحمّله، إضافةً إلى عدم قدرتها على شراء هواتف أو أجهزة كمبيوتر لأولادها التي تقضي معهم النهار كاملاً لإتمام بعض الواجبات، وسألت عن سبب منع عودة التلاميذ إلى المدارس طالما أنّ الناس تختلط في ما بينها وكذلك الأولاد، بينما تعتمد المدارس الإجراءات الوقائية والمسافات الآمنة بين الطلاب.