بريطانيا تُدافع عن سرعتها في ترخيص لقاح "فايزر - بايونتيك"

"الصحة العالمية" تُحذّر: تعميم اللقاحات لا يعني اختفاء الوباء

02 : 00

أجواء ميلادية في ظلّ الأزمة الوبائية في روما أمس (أ ف ب)

بينما تنفّس العالم الصعداء مع اقتراب أولى مراحل التلقيح، حذّرت منظمة الصحة العالمية أمس من أنّ تعميم اللقاحات لمكافحة الوباء لن يكون كافياً بحدّ ذاته للقضاء على الفيروس التاجي.

ونبّهت المنظّمة من الشعور بالرضى، وممّا وصفته بالإعتقاد الخاطئ بأنّ توافر اللقاحات في وقت قريب يعني انتهاء الأزمة، إذ قال مدير برنامج الحالات الصحية الطارئة في المنظّمة الدولية مايك رايان خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت أن "اللقاحات لا تعني صفر كوفيد".

وأوضح أنّ اللقاحات وحدها "لن تقوم بالمهمّة"، مضيفاً أن "اللقاح لن يتوافر للجميع في بداية العام المقبل"، في وقت أكدت فيه الوكالة البريطانية الناظمة للأدوية أن قرارها السريع بالترخيص لاستخدام لقاح "فايزر - بايونتيك" ضدّ "كوفيد 19" يستوفي كلّ معايير السلامة، بعد ورود انتقادات لسرعة آلية المصادقة عليه.

وبعدما كانت بريطانيا الثلثاء أوّل دول الغرب في السماح ببدء التلقيح، قالت الوكالة الناظمة للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بيان: "لا تتمّ الموافقة على أي لقاح في المملكة المتحدة إن لم يكن يحترم معايير السلامة والنوعية والفاعلية". وأضافت أن "كلّ لقاح يكون موضع تجارب سريرية صارمة مطابقة للمعايير الدولية".

وكان مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، العضو في خلية الأزمة في البيت الأبيض حول فيروس "كورونا"، قد رأى أن الوكالة البريطانية "تسرّعت" في المصادقة على اللقاح، قبل أن يعود ويتراجع عن تصريحه هذا.

وقال فاوتشي متحدّثاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "لدي ثقة كبيرة بما تفعله المملكة المتحدة علميّاً ومن وجهة نظر هيئة منظّمة". وأضاف: "الإجراءات لدينا تستغرق وقتاً أطول مقارنةً مع المملكة المتحدة. وهذه حقيقة فحسب"، مؤكداً "لم أقصد التلميح إلى أي إهمال رغم أنه فُهم كذلك".

ورحّب متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بتبدّل موقف فاوتشي، مذكّراً بأنّ الوكالة البريطانية الناظمة للأدوية أكدت في وقت سابق هذا الأسبوع أنّها "عملت بأكبر معايير الصرامة على هذا اللقاح من دون إهمال أي جانب"، وقال: "كنّا في غاية الوضوح بأنّ هذا اللقاح آمن، نظراً إلى المعايير الصارمة التي خضع لها في سياق تدقيق الوكالة الناظمة للأدوية به".

وفي الغضون، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عبر شبكة "سي أن أن" أنّه طلب من فاوتشي، الذي يحظى باحترام شديد في الولايات المتحدة، أن يكون جزءاً من فريقه الخاص بمكافحة "كوفيد 19". وقال بادين: "طلبتُ منه (فاوتشي) أن يبقى في الدور نفسه الذي أدّاه للعديد من الرؤساء السابقين، وأن يكون مستشاري الطبّي الرئيسي وأن يكون جزءاً من فريق كوفيد".

كما أشار بايدن من جهة ثانية إلى أنّه ينوي الطلب من الأميركيين، في يوم توليه منصبه في 20 كانون الثاني 2021، وضع أقنعة لمدّة 100 يوم. وأوضح أنّه "يجب وضع قناع لمئة يوم وليس إلى الأبد، وأعتقد أنّنا سنرى انخفاضاً كبيراً في مستوى العدوى".

وفي الأثناء، سجّلت الولايات المتحدة أكثر من 210 آلاف إصابة خلال 24 ساعة، وفق جامعة "جونز هوبكنز"، في أعلى حصيلة على الإطلاق في البلاد منذ بدء تفشّي الوباء.

ولفتت الجامعة إلى أن عدد الوفيات الجديدة جرّاء "الفيروس الصيني" خلال الفترة الزمنية نفسها بلغ 2907، وهو واحد من أسوأ أرقام الوفيات اليوميّة في بلاد "العم سام" حتّى اللحظة. تزامناً، أعلن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم أنّه سيحظر التجمّعات والأنشطة غير الضروريّة في كلّ مناطق الولاية التي يُحتمل أن تؤدّي فيها الجائحة إلى استنفاد طاقة المستشفيات الاستيعابيّة. وستدخل هذه القيود حيّز التنفيذ في المناطق التي باتت فيها وحدات العناية المركّزة ممتلئة بنسبة تزيد على 85 في المئة، وهو أمر يُمكن أن يحصل في غضون "يوم أو يومَيْن" في بعض مناطق الولاية.

وحتّى منطقة سان فرانسيسكو، التي بقيت بمنأى نسبيّاً حتّى الآن، من المتوقّع أن تصل أيضاً إلى تلك العتبة في غضون أسابيع. وبموجب هذا الحجر، الذي وصفه نيوسوم بأنّه "مكبح الطوارئ"، سيتمّ خصوصاً حظر كلّ التجمّعات التي يُشارك فيها أفراد ليسوا من سكّان المنزل نفسه. كما ستُحظر التنقّلات والخدمات "غير الضروريّة" كالتجميل وتصفيف الشعر. وفي وقت ستُغلق فيه الحانات، ستكون المطاعم قادرةً فقط على تقديم وجبات معدَّة للطلبات الخارجيّة، بينما ستكون شركات البيع بالتجزئة قادرةً على العمل بنسبة 20 في المئة من طاقتها. والمدارس التي تستفيد من تدابير استثنائية ستكون قادرة على أن تظلّ مفتوحة، وكذلك "البنى التحتية الحيوية".

وبالإضافة إلى القيود المفروضة على التنقّل داخل الولاية، ستمنع السلطات أيضاً على الفنادق والمخيّمات استقبال السياح للمبيت. أمّا بالنسبة إلى المكاتب، فيُفترض أن تبقى مغلقة، باستثناء القطاعات الأساسية التي لا يُمكن العمل فيها عن بُعد.


MISS 3