جاد حداد

كتاب ماري ترامب... صدمة وطنية بعهد ترامب

9 كانون الأول 2020

02 : 00

لدى ماري ترامب، ابنة أخ الرئيس دونالد ترامب، كلام كثير عن عمّها وتداعيات عهده الرئاسي وهي تنوي الإفصاح عما تعرفه في كتابها الثاني.

من المنتظر أن يصدر كتاب The Reckoning (الحساب) في 20 تموز 2021. أعلنت دار النشر الجديدة التي تتعامل معها ماري ترامب يوم الثلثاء الماضي أن هذا الكتاب يحلل "الصدمة الوطنية السائدة في الولايات المتحدة" و"الأزمة النفسية" التي أحدثتها إدارة ترامب برأي ماري غداة انتشار فيروس "كوفيد - 19".

يأتي هذا الكتاب بعد أول عمل أصدرته ماري وكشفت فيه حقائق مدوّية وكان بعنوان Too Much and Never Enough: How My Family Created the World's Most Dangerous Man (الكثير لكن لا يكفي: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم). يطرح هذا الكتاب المثير للجدل وصفاً مؤثراً لكن لاذعاً للرئيس المنتهية ولايته، وقد حقق مبيعات قياسية لدار النشر "سايمون أند شاستر" في أول يوم من صدوره في شهر تموز، فبيعت منه مليون نسخة تقريباً. (اشترت مجموعة "سانت مارتن" التي تملكها دار نشر "ماكميلان" الحقوق العالمية للكتاب من وكيلة النشر الأدبية بيلار كوين في وكالة "يونايتد تالنت").





كما حصل مع كتابها الأول، تتكل ماري ترامب مجدداً على خلفيتها في علم النفس العيادي وخبرتها الواسعة كواحدة من أفراد عائلة مشهورة لدراسة تداعيات عهد ترامب على نفسية الأميركيين. تستنتج ترامب في بيان دار النشر أن عمّها حوّل الولايات المتحدة إلى "نسخة مختصرة من عائلتي الشائبة والخبيثة".

تضيف ماري ترامب: "طوال أربع سنوات، أحدث دونالد ترامب سلسلة من الصدمات لدى الشعب الأميركي، فاستهدف في حملته أي شخص "آخر" يعتبره عدواً له. تعرّضت المرأة للازدراء والسخرية، واعتُبر المرضى ضعفاء وغير مستحقين للمساعدة، وتمّت شيطنة المهاجرين والأقليات وكان التعامل معهم مبنياً على التمييز العنصري، وجُمِعت أموال طائلة فوق كل شيء. أخيراً، أثبت ترامب عدم اهتمامه الصادم بالشعب الأميركي من خلال سوء تعامله المتعمد مع الوباء المستجد والانهيار الاقتصادي المترتب عنه".

من الواضح أن مكانة الكاتبة تخوّلها مناقشة أداء عمّها والآثار النفسية التي خلّفتها سياساته. هي ابنة فريد ترامب جونيور، شقيق دونالد ترامب الأكبر، وتحمل شهادة دكتوراه من معهد "ديرنر" للدراسات النفسية المتقدمة (يُعرَف اليوم باسم "مدرسة ديرنر لعلم النفس") في جامعة "أديلفي".

كانت ماري ترامب تعطي دروساً في الصدمات والأمراض النفسية وعلم النفس التطوري. كما أنها شاركت لفترة قصيرة في إعداد كتاب دونالد ترامب الثالث من دون ذكر اسمها، وكانت من بين المصادر التي اتكل عليها التحقيق الفائز بجائزة "بوليتزر" في صحيفة "نيويورك تايمز" في العام 2018 حول العائدات الضريبية الخاصة بترامب. من الواضح أن تلك "الصدمة" التي تتكلم عنها ماري والناشر في بيانهما الرسمي راسخة في التاريخ الأميركي، لكنّ الأحداث الراهنة و"سياسات إدارة ترامب الفاسدة وغير الأخلاقية" جاءت لتزيدها سوءاً بحسب رأيهما.

يضيف الناشر: "لقد تضخمت هذه الظاهرة بسبب فشلنا في الاعتراف بالواقع واستئصاله بالشكل المناسب. ربما تتّضح هذه الحالة في ارتفاع مستويات الغضب والكراهية أو اليأس واللامبالاة، لكنّ الضغط النفسي الذي يرافق العيش في بلدٍ ما عدنا نتعرّف عليه أثّر علينا جميعاً. الولايات المتحدة مصابة بإجهاد ما بعد الصدمة، ولن يستطيع أي زعيم جديد أن يصلح وضعنا وحده".


MISS 3