سيندي أبو طايع

وتبقى جبران الثورة وإن بعد ألف عامٍ وعام

12 كانون الأول 2020

15 : 05


لم يتمكّنوا منك، ولن يتمكّنوا منّا. قلائل نحن، أم كُثُر، وطننا مثلك، واحدٌ جامعٌ مقدسٌ رسوليّ.

لم يتمكّنوا منك، ولن يتمكّنوا منّا. مهما قتلوا، فجّروا واغتالوا. فكلّما نزف وطنٌ، ولدت من رحمه حرّية. وكلّما قتل حلم، نزفت من شتائه ثورة جامحة، تكفي لإشعال وطن باستفزاز حقّ.

خمسة عشر عاماً مضت، وهم واهمون أنّهم وفي مثل هذا اليوم قتلوك. خمسة عشر عاماً مضت، ولم يعلموا أنّك بذور. فمن يستطيع أن يحذف قسمك من قلوبنا؟ ومن يستطيع أن يسرق حلمك من عقولنا؟ ومن يستطيع أن يمنعنا من رؤية وجهك البهيّ مع كلّ إشراقة ثورة؟

خمسة عشر عاماً مضت، وأنت الغائب الحاضر في الغياب. مثل كلّ الذين حيواتهم أجنحة متمرّدة، ملطخة بالحياة، متطرفة بالوطن حدّ الموت.

خمسة عشر عاماً مضت وأنت الشهيد الشاهد على كلّ شيء...

لو سألتك، وأنا لن أسأل، هل تستحق بيروتك أن تصلب وتجلد على قارعة جلجلتها؟ وهل تساوي وجوه القتلة دمعة واحدة من دموع أشلائها؟

سأقول لك وبحبر الوجع الذي كنت تكتب فيه، والذي أضحى يتكىء عليه شوقنا إليك اليوم، إنّهم يحقونوننا باليأس والذّل والقهر والظلمة والعار. يحقونوننا بثرواتهم الفائضة. الحقّ أقول لك، إنّهم يحاولون إجهاض الحياة على بقعة هذه الأرض.

لو سألتك وأنا لن أسأل، لماذا لا تحضر فوراً يا جبران؟ أعرف أنّك تسمعني ولم تعد مهتمّاً بالعودة، بعد صعود لبنان إليك، حيث أنت في البعيد القريب مع الرفاق.

لو سألتني وأنت لن تسأل لأجبتك، مرّ بنا يا جبران كي نتمكّن بالإيمان من قتل عدّونا الهمجيّ. مرّ بنا يا جبران كي نعيد معك تلاوة القسم قائلين: إما النصر أو النصر. مرّ بنا يا جبران، كي نردّد معك أن الثورة غير قابلة للهزيمة. مرّ بنا بعتاب، بتأنيب أو بزيارة...

مرّ بنا يا جبران، لأنّنا شعب يأمل ويعاند في الأمل. مرّ بنا وفي يدك ثورة لبنان الرغيف والحرّية.

مرّ بنا يا جبران واضرم هذا الحريق بشمسك.