بعد رفضها مساعدة "مجموعة السبع" لمكافحة الحرائق في الأمازون

البرازيل تشترط تراجع ماكرون لقبول الدعم

10 : 20

بولسونارو خلال لقائه حكّام ولايات الأمازون في برازيليا أمس (أ ف ب)

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بجهود نظيره البرازيلي جاير بولسونارو في اخماد الحرائق في غابات الأمازون، بعد ساعات من رفض الأخير المساعدات الطارئة التي اقترحتها دول "مجموعة السبع"، مشترطاً تراجع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن "إهاناته"، مقابل استعداده لبحث المساعدة لمكافحة الحرائق في الأمازون.

وكتب ترامب في تغريدة: "أعرف الرئيس بولسونارو بشكل جيّد، فهو يعمل بجدّ لاخماد الحرائق في الأمازون، كما يقوم بعمل رائع للشعب البرازيلي في كلّ النواحي. هذا ليس أمراً سهلاً"، مضيفاً أن بولسونارو وبلاده "يتمتّعان بدعم كامل ومن دون تحفّظ من الولايات المتّحدة". وعبر اشادته بكيفيّة تعامل بولسونارو مع أزمة الحرائق، يقف ترامب على طرف نقيض من ماكرون، الذي وجّه انتقاداً شديداً إلى موقف الرئيس البرازيلي في هذا الملف.

من ناحيته، أبدى بولسونارو استعداده لبحث المساعدة التي عرضت من قبل "مجموعة السبع" لمكافحة الحرائق في غابات الأمازون، شرط تراجع ماكرون عن "إهاناته". وقال للصحافيين: "على السيّد ماكرون أوّلاً أن يتراجع عن الاهانات التي وجّهها إليّ"، وذلك بعدما اعتبر الرئيس الفرنسي أن بولسونارو "كذب" في شأن تعهّداته في ملف البيئة. وتابع قبل لقائه الحكّام التسعة لولايات الأمازون: "لقد وصفني أوّلاً بأنّني كاذب، ثمّ بحسب معلوماتي، قال إن سيادتنا على الأمازون هي قضيّة مطروحة للنقاش". وأردف بحزم: "قبل البحث والقبول بأيّ شيء من فرنسا، على ماكرون أن يتراجع عمّا قاله، وانطلاقاً من ذلك يُمكننا أن نتحدّث".

ورفضت البرازيل رفضاً قاطعاً ليل أمس الأوّل المساعدة الطارئة التي عرضتها دول "مجموعة السبع"، مؤكّدةً أن الحرائق "تحت السيطرة". ودعا اونيكس لورنزوني، كبير موظّفي إدارة الرئيس البرازيلي الذي يُمارس مهامّ موازية لرئيس حكومة، ماكرون، إلى الاهتمام بـ"بلاده ومستعمراته". وقال: "نُقدّر العرض، لكنّ هذه الموارد قد تكون مفيدة أكثر لإعادة تشجير أوروبا". وواصل لورنزوني الخطاب الرسمي البرازيلي المعادي للرئيس الفرنسي، فاعتبر أن "ماكرون يعجز حتّى عن تفادي حريق كان يُمكن توقّعه في كنيسة مدرجة على التراث العالمي للبشريّة، ويُريد إعطاءنا أمثولات لبلادنا؟"، في إشارة إلى الحريق الذي طاول كاتدرائيّة نوتردام في باريس في 15 نيسان. وكان بولسونارو، اليميني المتطرّف، أوّل من أعلن رفض المساعدة المعروضة، وكتب في تغريدة: "لا يُمكن أن نقبل بأن يُوجّه ماكرون هجمات مجانيّة وفي غير محلّها للأمازون، ولا أن يُخفي نواياه خلف فكرة "تحالف" من دول "مجموعة السبع" من أجل "إنقاذ" الأمازون، وكأنّها مستعمرة". ورأى أن "احترام سيادة أيّ بلد كان هو أقلّ ما يُمكن انتظاره في عالم متحضّر". وكان اندلع سجال حاد بين الرئيسَيْن أيضاً، على خلفيّة كلام صدر من بولسونارو بحقّ بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي الذي وصف الكلام بأنّه "ينمّ عن قلّة احترام".

وتعهّدت الدول الصناعيّة الكبرى السبع المجتمعة في بياريتس، برصد 20 مليون دولار بشكل طارئ من أجل إرسال طائرات إطفاء إضافيّة لاخماد حرائق الأمازون. وأوضح ماكرون لاحقاً أن "مجموعة السبع" اتفقت على خطّة مساعدة بقيمة "لا تقلّ عن 30 مليون دولار" لإعادة تشجير الأمازون على مستوى الأمم المتّحدة.

وطلبت سبع ولايات حتّى الآن مساعدة الجيش البرازيلي الذي يتمركز 43 ألفاً من عناصره في الأمازون. لكن لم يتّضح عدد الجنود المنتشرين فعلياً على الأرض، كما أن كيفيّة تدخلهم لا تزال غامضة. وأوضح وزير الدفاع البرازيلي أن عناصر من تشيلي والإكوادور سينضمون قريباً إلى جهود مكافحة النيران، إضافةً إلى طائرات صهاريج من البلدَيْن. كذلك كشفت متحدّثة باسم السفارة الإسرائيليّة في برازيليا أن إسرائيل ستُرسل "مئة طن من معدّات مكافحة الحرائق".


MISS 3